
عادت حركة الطيران المدني تدريجيًا إلى طبيعتها في أجواء المنطقة، بعد يوم دامٍ من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تخللته ضربات جوية متبادلة وضعت المنطقة على حافة حرب شاملة.
وأعلنت هيئة الطيران المدني الأردنية، صباح اليوم ، إعادة فتح المجال الجوي للمملكة أمام حركة الطيران المدني، وذلك بعد نحو 24 ساعة من إغلاقه احترازيًا نتيجة التوترات الأمنية في المنطقة.
وجاء في بيان الهيئة: “نعلن رسميًا إعادة فتح المجال الجوي الأردني أمام جميع الرحلات الجوية ابتداءً من صباح اليوم، بعد تقييم دقيق للوضع الأمني وضمان سلامة الملاحة الجوية”.
وفي السياق ذاته، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن البلاد فتحت مجالها الجوي أمام الطيران المدني بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا، بعد أن تم إغلاقه أمس بالتزامن مع القصف الإسرائيلي المكثف على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، ورد طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية.
تراجع تدريجي في منسوب التوتر.. وسط حذر دولي
ويأتي قرار فتح الأجواء كإشارة إلى انخفاض نسبي في منسوب التوتر الأمني، على الرغم من أن الوضع لا يزال هشًا. وكان التصعيد قد بدأ فجر أمس عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية مركّزة أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها منشآت عسكرية ونووية في عمق إيران، لا سيما في محافظتي أصفهان وكرمانشاه.
وردّت طهران سريعًا بإطلاق عملية “الوعد الصادق 3″، تخللتها هجمات صاروخية على أهداف إسرائيلية في الجولان ومحيط تل أبيب، مما دفع دول المنطقة إلى تعليق حركة الطيران كإجراء احترازي خوفًا من اتساع دائرة المواجهة.
الرحلات تستأنف وسط تأكيدات بالسلامة
وبدأت مطارات دولية عدة، من بينها مطار الملكة علياء الدولي في عمّان ومطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، استقبال وإقلاع الرحلات من جديد، مع تأكيدات من سلطات الملاحة الجوية بأن “الأجواء آمنة حاليًا”، وسط تنسيق إقليمي لمتابعة أي تطورات طارئة.
وتتابع شركات الطيران الإقليمية والعالمية الوضع بحذر، خاصة مع استمرار حالة الترقب بشأن ردود الفعل السياسية والعسكرية التي قد تظهر خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
مخاوف شعبية.. وارتياح حذر
ورغم استئناف الطيران، عبّر كثير من المواطنين والمسافرين في الأردن ولبنان عن قلقهم من تجدّد التصعيد في أي لحظة. إلا أن قرارات إعادة فتح المجال الجوي خفّفت جزئيًا من مشاعر القلق، واعتُبرت بمثابة مؤشر أولي على ضبط إيقاع التصعيد وعدم انزلاقه إلى حرب شاملة.