تجارة وصناعة

«ظلام» الطاقة الشمسية يبحث عن «ضوء» المبادرات الحكومية

كنز مفقود لحل ازمة الكهرباء..

 

في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الكهرباء، بدأت ألواح الطاقة ‏الشمسية تفرض نفسها كأحد البدائل الفعالة لتقليل الأعباء المالية عن ‏كاهل المواطنين، خاصة في قطاع المنازل.‏

فمع زيادة أسعار شرائح الاستهلاك، بات الكثير من أصحاب المنازل ‏يبحثون عن حلول مستدامة تضمن تقليل الفواتير دون المساس ‏باحتياجاتهم اليومية من الطاقة.‏

ورغم مميزات ألواح الطاقة الشمسية وما توفره للمواطن من وفر كبير، ‏لم تنجح حتى الآن في التحول إلى مشروع قومي، بسبب التكلفة الأولية ‏المرتفعة لتركيب الأنظمة الشمسية، حيث يتراوح سعر النظام المنزلي ‏المتوسط بين 60 إلى 120 ألف جنيه، وهو ما يعد عائقا أمام قطاع ‏عريض من المواطنين.‏

وقال الدكتور حافظ سلماوي، الخبير في مجال الطاقة ورئيس جهاز تنظيم ‏مرفق الكهرباء وحماية المستهلك الأسبق، إن أسعار ألواح الطاقة ‏الشمسية ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب تغير سعر ‏صرف الدولار، ففي عام 2020، كان سعر الكيلووات في حدود 11 ألف ‏جنيه، أما الان فقد ارتفع إلى ما بين 25 و30 ألف جنيه.‏

وأضاف سلماوي أن العائد أو الوفر الناتج عن تركيب الألواح الشمسية ‏يتحقق حسب تعريفة الكهرباء، ففي السابق كان المستخدم يسترد ثمن ‏الألواح خلال 6 سنوات من الاستخدام، لكن نتيجة ارتفاع الأسعار، وعدم ‏مواكبة تعريفة الكهرباء للزيادات الجديدة، أصبحت مدة استرداد التكلفة ‏تصل إلى نحو 10 سنوات.‏

وأكد أن الألواح الشمسية تستمر في العمل لمدة تصل إلى 25 عاما، مما ‏يجعل الوفر في السنوات التالية لاسترداد التكلفة مجديا من خلال فواتير ‏الكهرباء التي كان سيتكبدها المستخدم.‏

وأوضح سلماوي أن هناك نظاما اخر تطبقه الدولة لتيسير الاستخدام ‏يعرف باسم “القراءة الصافية” (‏Net Metering‏)، حيث تتم عملية ‏مقاصة شهرية بين الدولة والمستخدم، فإذا وجد فائض في إنتاج الطاقة، ‏يخصم من استهلاك الأشهر التالية، خاصة في فترات العجز المسائي أو ‏في الشتاء.‏

وعلى الرغم من فوائد الطاقة الشمسية، أشار سلماوي إلى وجود بعض ‏المعوقات في المدن الكبرى، منها إشغالات الأسطح، أو اختلاف ‏ارتفاعات المباني، مما يعيق وصول أشعة الشمس، بينما تكون هذه ‏التقنية أكثر جدوى في المجتمعات العمرانية الجديدة لتساوي ارتفاع ‏المباني.‏

وفيما يتعلق بالمبادرات الحكومية، أشار سلماوي إلى وجود مبادرات ‏سابقة مثل مبادرة البنك المركزي للمشروعات الصناعية المتوسطة ‏والصغيرة، والتي وفرت تمويلات ميسرة بفائدة منخفضة تتراوح بين 5 ‏و7%، تسدد على فترات طويلة، لكنه أكد أن هذه المبادرات توقفت، ‏مطالبا بعودتها لتخفيف العبء المادي عن المواطنين وتحفيزهم على ‏استخدام الطاقة الشمسية.‏

كما أعرب الخبير في مجال الطاقة ورئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء ‏وحماية ‏المستهلك الأسبق، عن أمله في إطلاق مبادرات مماثلة ‏للمجتمعات الزراعية الجديدة التي تحتاج إلى الطاقة الشمسية لأغراض ‏الري، إلا أن هناك تحديات تواجه هذه المجتمعات، مثل عدم توافر ملكية ‏الأراضي، ما يستدعي تدخل الدولة لحل هذه المشكلات وتوفير كميات ‏كبيرة من استهلاك الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد لإنتاج ‏الكهرباء.‏

ودعا سلماوي إلى إطلاق مبادرة حكومية تمنح مزايا ‏للمطورين العقاريين الذين يبنون مدن جديدة، لدمج الطاقة الشمسية ‏كمصدر رئيسي لتزويد الوحدات السكنية بالكهرباء، مؤكدا أن إدخال ‏الطاقة الشمسية في نصف مليون وحدة سكنية تبنى سنويا يمكن أن يخفف ‏الضغط على الشبكة الكهربائية ويوفر نحو 2 ميجاوات، وهو ما سيسهم ‏في تقليل استخدام الغاز المستورد ويعود بالنفع على خزينة الدولة.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *