
رفع الأسعار لتعويض جزء من تكلفة الرسوم..
أشعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب فتيل الحرب التجارية بفرض رسوم جمركية باهظة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وفي ظل توتر الأجواء التجارية، بدأت الشركات الأمريكية تجني ثمار قررات ترامب غير المدروسة، لتجد نفسها مجبرة على رفع أسعار منتجاتها وتقليص توقعاتها المالية.
ومنذ أيام، قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، إن الرسوم الجمركية الأميركية المُخطط لها على الواردات الأجنبية ستضيف 900 مليون دولار، إلى التكاليف في الفترة الحالية.
وبالرغم من ذلك، أعلنت شركة “أبل” تحقيق إيرادات بقيمة 95.4 مليار دولار في الربع الثاني من عامها المالي المنتهي في 31 مارس الماضي، بارتفع 5% على أساس سنوي.
وخالفت هذه الإيرادات التوقعات، حيث عادت “أبل” كأكبر شركات العالم من حيث القيمة السوقية بـ 3.20 تريليون دولار.
ومع ذلك، كانت مبيعات الشركة في الصين في الربع الثاني من العام أضعف مما توقعه المحللون، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 2.3% لتصل إلى 16 مليار دولار في الربع المالي الثاني، على عكس التقديرات التي توقعت أن تكون الإيرادات بـ 16.8 مليار دولار.
ويأتي ذلك في ظل تراجع مكانة “أبل” في الصين في ظل الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها ترامب خلال العام الحالي والتي تمثل تحديًا جديدًا لشركة أبل التي تعتمد على الصين كمركز تصنيع رئيسي لهواتف آيفون.
وكانت قد وصلت الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب على الواردات من الصين إلى 145%.
والجدير بالذكر أن “أبل” تتحمل تكلفة الزيادة التي تفرضها الرسوم الجمركية بدلًا من عملائها، لذا من المتوقع أن ترتفع الأسعار مستقبلًا.
وتحاول الشركة الأمريكية جاهدة تنويع عمليات التصنيع خارج الصين بوتيرة سريعة، حيث تعمل على توسيع نطاق عمليات الإنتاج في الهند وفيتنام.
ورأى المحللون أن رفع الأسعار قد يكون الخيار الأقرب لتعويض هذا الأثر المالي، رغم مخاطره على مبيعات الشركة، لا سيما في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى المستهلكين في الأسواق العالمية.
ومن جانبه، قال المحلل في شركة ريموند جيمس المالية المحدودة، سريني باجوري، إن السيناريو الأساسي هو أن ترفع أبل الأسعار لتعويض جزء من تكلفة الرسوم، وهو ما يتوافق مع التوقعات في وول ستريت بشأن سعي “أبل” لحماية هوامش ربحها التاريخية.
وبالاضافة لذلك، حذر المحلل بن رايتزس من شركة “ميليوس ريسيرش: من تضاعف الرسوم، وبخاصة في حال فرض ضرائب جديدة على قطاعات مثل أشباه الموصلات.
وكانت قد أثرت هذه المخاوف على أداء سهم “أبل”، الذي تراجع بنسبة 4% بعد إعلان الأرباح، ثم هبط 3% إضافية بعد تقارير عن أن طراز هاتف “آيفون” الجديد قد يتضمن تنازلات مثل تقليل عمر البطارية.
يشار إلى أن آبل خسرت أكثر من 350 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن رسوم جمركية جديدة في أبريل الماضي.
وفي 2 أبريل 2025، رفعت إدارة ترامب إجمالي التعريفات الجمركية على الواردات من الصين إلى 54٪، مع تعهد الحكومة الصينية بالرد. في 9 أبريل 2025، أعلنت الحكومة الصينية رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لتصل إلى 84%، وذلك ردًا على الإجراءات الجمركية الشاملة التي وصفها الجانب الصيني بـ”المضادة”.