
استثمار لا يعرف الخسارة..
منذ بداية العام الجاري وتشهد أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة وصادمة سواء عالميًا أو محليًا، إذ ارتفع سعر الذهب العالمي ليصل إلى 3500 دولار للأوقية.
وتتأثر أسعار الذهب في مصر بتوجهات السوق العالمي، لذا أصبح المواطنون في مصر يتفاجأون كل يوم بتسجيل الذهب رقمًا قياسيًا جديدًا، إذ وصل سعر عيار 21 -الأكثر مبيعًا في مصر- إلى 5000 جنيه لأول مرة في تاريخ الذهب.
وما زالت التوقعات المستقبلية تميل إلى الصعود، إذ أعلن بنك “جي بي مورجان” أنه يتوقع أن تتجاوز أسعار الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة بحلول الربع الثاني من 2026، بعد زيادة احتمالات الركود وسط زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية والحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
كذلك توقع البنك أن يبلغ متوسط السعر نحو 3675 دولارًا للأوقية بحلول الربع الرابع من 2025، في طريقها إلى ما يزيد عن 4000 دولار للأوقية بحلول الربع الثاني من عام 2026، مع ميل المخاطر نحو تجاوز هذه التوقعات في وقت سابق إذا تجاوز الطلب توقعاته.
ومن جانبه، أوضح إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أنه تم تسجيل 28 رقمًا قياسيًا خلال هذا العام في أسعار الذهب، بالتحديد منذ يوم 14 يناير، بنسبة زيادة 31%.
وتابع “واصف”- خلال تصريحات لـ”البورصجية”-، أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب كثيرة، أبرزها الحرب التجارية الواضحة ضد الدول الصناعية الكبرى مثل الصين والدول الأوروبية، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية: “أسعار الذهب سجلت 28 رقمًا قياسيًا هذا العام منهم 16 رقم قياسي فوق الـ3000 دولار للأوقية، بنسبة ارتفاع 31%، وبزيادة 800 دولار للأوقية، وبالتالي من الصعب توقع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة”.
وأشار إلى أنه يمكن تراجع أسعار الذهب في حالة واحدة ألا وهي؛ إذا توصلت كلًا من أمريكا والصين إلى اتفاق، ففي هذه الحالة سيحدث خسائر في أسعار الذهب، وسيكون حجم الخسائر على حسب الاتفاقية، أما إذا لم تتوصل الصين وأمريكا إلى اتفاق فسيستمر ارتفاع أسعار الذهب”.
ولفت “واصف”، إلى أنه وفقًا لبيان من مجلس الذهب العالمي، فأن المستثمرين في أمريكا الشمالية وأوروبا قاموا بشراء 240 طن من الذهب عبر الصناديق منذ بداية العام 2025 حتى منتصف أبريل.
وأرجع عمرو المغربي، عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية، ارتفاع أسعار الذهب إلى الأحداث السياسية العالمية والجيوسياسية وقرارات ترامب بشأن الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى صعود بعض العملات الأجنبية مثل اليورو والين الياباني.
وتابع “المغربي”- خلال تصريحات لـ”البورصجية”-، “كل هذا أدى إلى تخوف الدول والمستثمرين الكبار من الحالة الاقتصادية المتواجدة عالميًا، وبالتالي توجهوا إلى الذهب كنوع من أنواع الملاذ الآمن لهم”.
وعن التوقعات لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، أكد عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية، أن توقعات الفترة المقبلة صعبة في ظل الأحداث الحالية، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت حالة التوتر والحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا، سنشهد حالة من الارتفاع أو عدم الاستقرار.
وعن إمكانية حدوث تراجع في أسعار الذهب، قال: “الذهب يحدث فيه ارتفاعات أحيانًا ونشهد فيه بعض الانخفاضات مرة أخرى، وذلك بسبب إعادة تصحيح أو جني الأرباح، لكنها تكون انخفاضات لفترة بسيطة، ويعود للارتفاع مرة أخرى لأعلى نقطة وصل إليها ويتجاوزها”.
وأكد “المغربي”، أن الذهب كاستثمار لا يخسر طالما أنه استثمار طويل الأجل، فالذهب دائمًا في زيادة، مضيفًا: “هذا ما صرحنا به من قبل عندما وصل الذهب إلى 3000 جنيه و4000 جنيه، والناس تشتري في أي وقت طالما معاها فائض من المال”.