
لجأ بعض المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة للسكن في منازلهم الآيلة للسقوط، رغم تحذيرات المهندسين والمختصين، من خطر سقوطها عليهم، لكن عدم وجود بديل وقسوة العيش في خيام دفعتهم للمغامرة والعودة لها.
فالحرب على غزة والتي استمرت 471 يومًا، أسفرت عن تدمير ما لا يقل عن 60٪ من المنازل بشكل كلي وجزئي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إذ أكدت عدة بلديات أنه لا يوجد بيت في القطاع لم يتضرر وبشكل متفاوت، بين هدم كامل وضرر كلي يستوجب الإزالة، وضرر جزئي بليغ، وأضرار خفيفة تقتصر على تكسير الشبابيك والأبواب.
الدمار فاق قنبلتين نوويتين
وسلطت تقارير دولية الضوء على أن المتفجرات التي ألقيت على القطاع فاق حجمها وقوتها التدميرية القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتان في الحرب العالمية الثانية.
وأسفرت حرب الاحتلال على غزة عن ارتقاء 48,503 شهداء وإصابة 111,927 فلسطينيًا، حتى الآن وفقا للمصادر الطبية، وتدمير أكثر من 60% من المنازل إلى جانب تدمير مواقع أثرية ومساجد ومستشفيات ومدارس وجامعات، وفقًا لـ”وفا”.
فلسطينيون يروون المأساة
يقول المواطن الفلسطيني عبد الرحمن العبادلة (68 عاما)، إنه قرر وأبنائه العودة لمنزلهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع رغم تحذير المهندسين، فأعمدة البيت وسلالمه (أدراجه) مدمرة، والطابق الأرضي مفرغ من حيطانه.
وأضاف لوكالة “وفا”: “منزلنا المكون من ثلاثة طوابق، يوجد فقط الطابق الثاني صالح للسكن، وقررنا انشاء سلم (درج) خارجي لنتمكن من الوصول إليه رغم صعوبة الأمر وخطورته”.
وأوضح العبادلة أن حياة العائلة في الخيام خلال فترة الحرب، جعلتهم يتحملون المخاطرة والعيش في منزلهم الآيل للسقوط هربا من جحيم الخيام خاصة في برد الشتاء وغرقهم إذا هطلت الأمطار.
تدمير مدروس للبيوت
من جانبه، قال المهندس نادر الفرا، مدير للاستشارات الهندسية، وعضو لجنة تطوعية لتقييم الأضرار في غزة، إن اللجنة فوجئت بالعديد من المنازل الآيلة للسقوط التي عاد سكانها لها رغم تحذيرهم من ذلك.
وأضاف “الفرا” لـ”وفا”: “قمنا بجولة ميدانية ليلية في منطقة الكتيبة شمال غرب خان يونس، وفوجئنا بوجود أضواء تنبعث من بين ركام بعض المنازل، والأخرى الآيلة للسقوط”.
وأكد أن قوات الاحتلال تعمدت في المناطق التي توغلت داخلها تدمير البيوت بشكل جزئي ولكن بشكل مدروس، ما يجعل البيت آيلا للسقوط وما يدفع أصحابه لهدمه بأيديهم.
وحذر من خطورة السكن في المنازل الآيلة للسقوط لأن عمليات الهدم التي تعرضت لها، يدل على أن العمل مدروس وممنهج، وأن تلك البيوت قد تنهار على ساكنيها بشكل مفاجئ.
وطالب “الفرا”، المواطنين بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم السكن في البيوت الآيلة للسقوط، مبديا تفهمه لما يقوم به بعض المواطنين من السكن في تلك البيوت رغم تحذيريهم من ذلك لأنهم لا يملكون حلولا بديلة.