مَرَّ العالم بالعديد من الأحداث السياسية والاقتصادية التي أثَّرت بشكل رئيسي على مجريات الأسواق العالمية صعودًا وهبوطًا، الأمر الذي كان بمثابة محطات محورية على مدى عام 2024 للاقتصاد الدولي.
ولعبت التوترات السياسية التي شهدتها العديد من البقاع حول العالم، في التأثير على مجريات الاقتصاد الدولي بشكل عام، وأسواق المال العالمية على وجه الخصوص.
الاقتصاد الأمريكي
وخلال شهر مارس، أحدث بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول أسعار الفائدة ارتباكًا في الأسواق العالمية، إذ توقع تقريره إبقاء سعر الفائدة ثابتًا، يتراوح بين 5.25% و5.5%، انتظارًا لمزيد من البيانات التي قد تحدد موعد خفض أسعار الفائدة المتوقع في 2024.
وعلى الرغم من القرار الذي مثّل إشارة واضحة لخفض منتظر في قادم الأشهر، فإن حديث بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشأن إعادة النظر في التوقعات التي قدموها قبل التقرير بنحو 3 أشهر، والتي دعت إلى تخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، أعطى مؤشرات واضحة إلى المقترضين، وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه لا يزال أمامهم رحلة طويلة قبل الشعور بالراحة.
أسعار الذهب
وفي منتصف أبريل، شهد مستثمرو وتجار الذهب أكبر انخفاض في يوم واحد بالعقود الآجلة للذهب منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ انخفضت العقود الآجلة للذهب بمقدار 65.60 دولارًا، أو 2.73%، مسجلة أكبر انخفاض منذ فبراير 2021، وحالت التوترات في الشرق الأوسط، دون تحقيق المعدن الأصفر للتوقعات العالمية، والتي استندت في تحليلاتها إلى وتيرة الأداء التصاعدي التي أنهى بها الذهب عام 2023.
سقوط البورصات
وفي بداية تعاملات يوم الاثنين الموافق 5 أغسطس، شهدت معظم البورصات العالمية انخفاضًا يعد الأكبر منذ ما يقرب من 40 عامًا، مدفوعًا بمخاوف واسعة بشأن إمكانية دخول الاقتصاد الأمريكي في موجة ركود، ما أعاد إلى الأذهان
وفقد المؤشر نيكي الياباني 12.4% بعد أن فاقمت بيانات الوظائف الأمريكية، المخاوف من ركود محتمل، ومع ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في سبعة أشهر مقابل الدولار، كما تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في نحو 6 أشهر وسط عمليات بيع عالمية، إذ انخفض المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 2.68% إلى 484.45 نقطة، وذلك بعد أن هبط إلى 482.42 نقطة وهو أدنى مستوياته منذ 13 فبراير 2024.
وانخفض مؤشر داو جونز ببورصة وول ستريت في الافتتاح، بهبوط بلغ نحو 3%، كما انخفض مؤشر “ناسداك” بنحو 6%، وقادت أسهم القطاع المصرفي الياباني الانهيار، ما جعل مؤشر نيكي للتراجع بنسبة 27% عن ذروته المسجلة في 11 يوليو عند 42426.77 نقطة.
تدفقات العملات المشفرة
تشهد العملات المشفرة بشكل عام، والبيتكوين على وجه الخصوص، طفرة كبيرة في الاستثمارات المتدفقة لها، والتي أدت إلى وصولها لمستويات قياسية.
وتزامنت هذه التدفقات مع فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، واستعدادها للعودة مجددًا إلى البيت الأبيض، حاملًا في هذه المرة بشائر الخير لمجتمع العملات المشفرة. وتلقت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأمريكية التي تستثمر مباشرة في عملة البيتكوين المشفرة، نحو 10 مليارات دولار منذ انتخاب ترامب رئيسًا، وهو ما يعكس رهانًا واضحًا على تبنّيه لقطاع العملات المشفرة، وبالتالي انتعاشة مستقبلية منتظرة في هذا القطاع.
تقليص الفائدة الأمريكية
ومع نهاية العام، قلَّص مسؤولو السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “البنك المركزي الأمريكي” سعر الفائدة على اتفاقية إعادة الشراء العكسية لليلة واحدة نسبةً للحد الأدنى للنطاق المستهدف بمقدار 5 نقاط أساس، إلى 4.25% و4.50%، ليصبح عند الحد الأدنى للنطاق المستهدف لسعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي للمرة الأولى منذ 2021