سلايدرعالم

دعوات لانتخابات “حرة وعادلة”.. ماذا تحمل المرحلة الانتقالية في سوريا؟

دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن من دمشق الأربعاء إلى تنظيم انتخابات “حرة وعادلة” بعد نهاية المرحلة الانتقالية في البلاد، آملا في الوقت نفسه “بحلّ سياسي” للوضع في شمال شرق سوريا مع الإدارة الذاتية الكردية.
إلى ذلك، أقلعت أول رحلة جوية تجارية من مطار دمشق متجهة إلى حلب الأربعاء منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، ما منح السوريين بصيصا من الأمل بعد 13 عامًا من الحرب وعقود من القمع.
وفرّ الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف للفصائل السورية قادته هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، بعد مرور أكثر من 13 عامًا على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والذي أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الراهن، بحسب وكالة “رويترز”.
بلد ممزق وحكم منهار
وترك الرئيس السابق بشار الأسد وراءه بلدا مزقته عقود من عمليات التعذيب والاخفاء القسري والإعدامات بإجراءات موجزة، وكان انهيار حكمه في الثامن من ديسمبر مفاجئا وأثار احتفالات في سوريا وخارجها.
ويسعى حكام البلاد الجدد إلى إبقاء مؤسسات البلاد قيد التشغيل، والأربعاء شارك 43 شخصا في رحلة جوية داخلية من دمشق إلى حلب هي الأولى منذ سقوط النظام السابق.
مرحلة يقودها السوريون
قال جير بيدرسن في تصريحات للصحفيين في دمشق “نرى الآن بداية جديدة لسوريا التي، بما يتوافق مع قرار مجلس الامن 2254، ستتبنى دستورا جديدا يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية”.
يأتي ذلك غداة دعوة مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”، مشددًا أيضًا على وجوب تمكين الشعب السوري من أن “يحدّد مستقبله”، وفقًا لـ”رويترز”.
وقال المجلس في بيانه إنّ “هذه العملية السياسية ينبغي أن تلبّي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم أجمعين، وأن تمكّنهم من أن يحدّدوا مستقبلهم بطريقة سلمية ومستقلة وديموقراطية”.
كذلك، أكّد مجلس الأمن الدولي في بيانه “ضرورة أن تمتنع سوريا وجيرانها بشكل متبادل عن أيّ عمل أو تدخّل من شأنه تقويض أمن بعضهم البعض”.
ودعا جير بيدرسن خلال جلسة مجلس الأمن إسرائيل إلى “وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الجولان السوري المحتل”، مشيرًا إلى أنّ رفع العقوبات المفروضة على سوريا أساسي لمساعدة هذا البلد.
نتنياهو يعتلي جبل الشيخ
لكنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تبدي موقفا متحفظا تجاه السلطات الجديدة في سوريا، وعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الثلاثاء اجتماعا أمنيا على جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، بعدما سيطرت إسرائيل على منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية.
ويقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعنف منذ الثامن من ديسمبر المواقع العسكرية السورية.
وطالب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أمس الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الاسرائيلي في سوريا، مؤكدا أن بلاده لن تكون منطلقا لأي “عداء” تجاه أي من الدول.

حل سياسي مع الأكراد
تحدث جير بيدرسن اليوم الأربعاء في دمشق عن “تحديات في بعض المناطق” السورية، مشيرا إلى أن من أكبرها “الوضع في شمال شرق البلاد” الذي تسيطر عليه قوات كردية أقامت إدارة ذاتية في المنطقة.
وتسود هدنة في شمال شرق سوريا بين القوات الكردية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تمديدها حتى نهاية الأسبوع.
وأكدت واشنطن أنها تحاول الحفاظ على الهدنة “إلى أقصى حد ممكن في المستقبل” وإرساء تفاهم أوسع نطاقا مع أنقرة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وواشنطن “منظمة إرهابية”.
في هذا الصدد، قال المبعوث الأممي “أنا سعيد جدا بتجديد الهدنة ويبدو أنها صامدة، لكن نأمل أن نشهد حلا سياسيا لهذه القضية”.
يأتي ذلك بعدما قال القائد العسكري لهيئة تحرير الشام إن مناطق سيطرة الأكراد “ستُضّم” الى الإدارة الجديدة للبلاد، مؤكدا رفض وجود أي فدرالية.
مساعدة إنسانية فورية
وشدد المبعوث الأممي جير بيدرسن الأربعاء على “الحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية” لسوريا تمهيدا “للتعافي الاقتصادي”، معربا عن أمله في “أن نرى بداية عملية (سياسية) تنهي العقوبات”.
وكان القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي صار يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع طالب برفع العقوبات المفروضة على دمشق.
وخلف النزاع في سوريا نصف مليون قتيل ودفع ستة ملايين سوري إلى خارج البلاد، كما نزح مئات الآلاف داخل البلاد.
ونبّه مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الاثنين إلى أن “سبعة من كل عشرة سوريين يحتاجون إلى المساعدة حاليا”.
وتحاول البلدان الغربية تحديد مقاربة للتعامل مع هيئة تحرير الشام التي فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016 لكنها ما تزال مدرجة على قائمة “التنظيمات الإرهابية” في الغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *