سلايدرملفات وحوارات

أسعارها ارتفعت 3 مرات هذا العام.. السجائر تستنزف جيوب وصحة المصريين  

المصريون وتدخين السجائر

بعد زيادات سابقة تم تطبيقها في شهري فبراير وأبريل الماضيين شهدت أسعار السجائر أمس الاربعاء ارتفاعًا جديدًا للمرة الثالثة هذا العام حيث تراوحت قيمة الزيادة الجديدة من 4.25 إلى 5 جنيهات للعلبة الواحدة بحسب الصنف كما تم توسيع شرائح أسعار السجائر المفروض عليها الضرائب عبر زيادة الحد الأقصى لشريحة سعر العلبة بواقع 12% سنويًا لمدة 5 سنوات.

أسعار السجائر

ورغم الحديث عن تراجع إقبال المصريين على التدخين مع كل ارتفاع في أسعار السجائر لتوفير أموالهم التي ينفقونها عليه ولصون صحتهم من المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها من التدخين ولكن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن المصريين ازداد ولعهم بالتدخين في السنوات الأخيرة وأن مصر تحتل المركز السابع من بين 20 سوقاً تعد الأكثر تدخينًا وأنها ستحتل المركز الرابع في قائمة الأسواق الأكثر مبيعاً للسجائر في العام 2030 بعد أسواق الصين وإندونيسيا والولايات المتحدة.

معدلات التدخين

وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أن عدد المدخنين في مصر يصل إلى أكثر من 18 مليوناً ممن هم فوق الخمسة عشر عاماً وأن عدد المدخنين السلبيين يصل إلى نحو 30 مليون شخص وأن أعلى نسب المدخنين تأتي في الفئة العمرية التي تتراوح بين 45 و54 عاماً وأن الحاصلين على الشهادات الجامعية فأعلى تتراجع نسب التدخين بينهم لتصل إلى حوالي 13% بينما تزيد معدلات التدخين لتصل إلى حوالي 28% بين الفئات الأقل تعليماً مثل أولئك الحاصلين على شهادة الدبلوم وشهادة محو الأمية

الشرقية للدخان

ويصل إنتاج شركة الشرقية للدخان إلى 7 مليارات سيجارة شهرياً في الظروف الطبيعية ويبلغ حجم استهلاك المصريين من السجائر بما يتراوح بين 90 و95 مليار سجارة سنويًا بمتوسط 7.5 مليار سيجارة شهريًا وتبلغ نسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل في مصر 39.6% وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 34.2% مقابل 0.2% بين الإناث وتنفق الأسرة الواحدة نحو 6 آلاف جنيه من متوسط دخلها السنوي إذا كان بها مدخن أو أكثر وهناك أسراً بأكملها تدخن السجائر أو الشيشة.

الأسرة المصرية

يقول الدكتور هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي أنه كلما زادت الدول فقراً ارتفعت معدلات التدخين ويرجع هذا إلى مستوى الوعي والسلوك والتعليم فالمواطن الفقير يجد في السيجارة متنفسه الوحيد كأنما ينفث همومه وضغوطه مع دخان السجائر كما يلجأ الشخص الغني للتدخين أيضًا لأنه يوجد لديه ضغوط من نوع آخر مشيرًا إلى أن التدخين لا يضغط على ميزانية الأسرة المصرية فحسب بل إنه يضر الاقتصاد بشكل واضح بسبب تأثيره السلبي المباشر على إنتاجية الفرد.

القطاع الخاص

وأشار أبو الفتوح إلى أن بعض شركات القطاع الخاص تلجأ إلى منع التدخين خلال ساعات العمل وتحديداً في المصانع والأماكن التي تحتاج لجهد بدني فالشخص المنهك المعتل صحياً لا يمكنه أن يقدم عملاً يوازي الراتب الذي يتقاضاه فالإنتاجية هي ترجمة العمل بشكل نقدي خلال فترة زمنية معينة لافتاً إلى أن التدخين يتسبب في لجوء العامل في كثير من الأحيان للإجازات المرضية بسبب ما يصيبه من تداعيات صحية جراء التدخين.

العادة السيئة

وتقول الدكتور أمل شمس أستاذ علم الاجتماع أنه خلال السنوات القليلة الماضية فرضت الدولة زيادات متتالية على أسعار السجائر لكن هذه الزيادات لن تؤدي إلى إقناع المدخنين بالإقلاع عن هذه العادة السيئة قد يلجأ البعض إلى تخفيف الاستهلاك بعض الشيء لكن ليس الإقلاع فمن ينفق مثلاً 40 جنيهات لن يضره كثيراً إذا دفع 50 جنيهاً مشيراً إلى أن الحكومة تدرك أن السجائر سلعة غير مؤثرة ولذلك فهي لا تعاملها معاملة رغيف الخبز فالمدخن عليه أن يتحمل نفقة تدخينه.

وترى شمس أن المصريين لديهم استهانة بانتشار التدخين وهم الأقل إدراكاً لخطورته في العالم مشيرة إلى أن الحملات التي تقاوم التدخين في مصر ساذجة فلن يمتنع مدخن عن التدخين نتيجة الصور الموضوعة على علب السجائر وعبارات التحذير المكتوبة عليها بل إننا في حاجة لحملة إعلامية ضخمة ومتكاملة ضد التدخين تستمر لفترة طويلة وبمنهجية متجددة فالأمر ليس مجرد عادة سيئة بل هو عادة مدمرة صحياً للمجتمع.

سرطان الرئة

وأشارت شمس إلى أن هناك قوانين موجودة وجاهزة تحارب التدخين في مصر لكنها غير مفعلة لافتة إلى إن المدخنين جميعاً يعلمون أضرار التدخين لكنهم يراهنون على أنه لن يصيبهم بأضرار على غرار أشخاص قابلوهم يدخنون منذ سنوات طويلة وهو أمر حقيقي لكنه نادر جداً وليس معروفاً حتى اليوم الأسباب الجينية أو الوراثية للأشخاص الذين يدخنون ولا يصابون بالأمراض لكن الغالبية العظمى من المدخنين يصابون بأمراض خطيرة فالنسبة الأكبر من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *