تردد اسم العربي بن مهيدي بقوة خلال الساعات القليلة الماضية عبر محركات البحث المختلفة، وذلك بعد اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقيام بلاده بقتل العربي بين مهيدي، والذي يُصنف كأحد أشهر المناضلين الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي.
وبمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية، أعلن قصر الإليزيه في بيان أن رئيس الجمهورية “يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي البطل الوطني للجزائر أحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة الأول من نوفمبر 1954، قتله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس”.
من هو العربي بن مهيدي؟
ولد العربي بن مهيدي في مدين عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر عام 1923، وهو الابن الثاني في ترتيب أسرته المكونة من ثلاث بنات وولدين، والتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مسقط رأسه، ثم انتقل للعيش في باتنة لمواصلة رحلته التعليمية هناك، ويعد العربي بن مهيدي أحد أشهر شهداء الثورة الجزائرية، حيث كان مناضلًا وقائدًا للحراك الشعبي ضد الاحتلال الفرنسي.
بدأ العربي بن مهيدي نشاطه السياسي بالانضمام لصفوف حزب الشعب الجزائري عام 1942، واعتُقل بواسطة السلطات الفرنسية عام 1945، ثم أُفرج عنه في مايو من العام نفسه بعد ثلاثة أسابيع قضاها يواجه أشكالًا مختلفة من التعذيب في مركز الشرطة.
وعام 1947، كان العربي بن مهيدي من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بالمنظمة الخاصة، ثم أصبح من أبرز عناصر التنظيم في 1949، ليتمكن بعدها العربي بن مهيدي من أن يصبح مسؤولًا عسكريًا في مدينة سطيف، ونائبًا لرئيس أركان التنظيم السري في شرق الجزائر.
دور العربي بن مهيدي في ثورة الجزائر
ولعب العربي بن مهيدي دورًا كبيرًا في التحضير للثورة الجزائرية المسلحة، حيث بذل جهودًا كبيرة في إقناع الجميع بالمشاركة فيها، إذ كان العربي بن مهيدي واثقًا في احتضان الشعب لهذا الحراك الشعبي.
كما كان للمناضل العربي بن مهيدي دور كبير في انعقاد مؤتمر الصومام التاريخي عام 1956، إذ كان هو الكاتب العام له، ليُعين بعدها العربي بن مهيدي عضوًا في لجنة التنسيق والتنفيذ في الثورة الجزائرية.
مقتل العربي بن مهيدي
واعتقل العربي بن مهيدي في نهاية 1957، وقتل تحت وطأة التعذيب الفرنسي في الرابع من مارس من العام نفسه، وذلك بعد يئس الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار من الحصول على اعتراف أو واشية برفاقه، وذلك عل الرغم من التعذيب المستمر الذي تعرض له العربي بن مهيدي.
وفي عام 2001، اعترف الجنرال الفرنسي بول أوسارس، خلال لقاء مع صحيفة “لو موند” الفرنسية، أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقًا بيده.