كانت هناك طفلة رضيعة لا تعرف من الدنيا سوى وجه أمها، عيناها الصغيرتان تبحثان عن الحنان والحياة ولكن الحكاية التي بدأت بصرخة ولادة، انتهت بصرخة موت تركت أثراً من الألم والوجع في قلب كل من سمع بها.
كانت الأم، فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، قد ضلت طريقها إلى التسول في الشوارع. تعيش حياة مريرة بين استقطاب الرجال في الطرقات والبحث عن قوت يومها. وفي إحدى تلك الليالي، تعرفت على رجل في الخامسة والستين من عمره، ميكانيكي بسيط، رفض مساعدتها في البداية. ولكن الفتاة لم تستسلم، وعرضت عليه ما هو أكثر من التسول، عرضت نفسها مقابل مبلغ زهيد.
استمرت علاقتهما المحرمة لأكثر من عام، حتى حملت الفتاة بطفلة من هذا الرجل. لم يكن الحمل مصدر فرح لها، بل كان حملاً ثقيلاً على حياتها المليئة بالفوضى عندما طالبت الرجل بالزواج والتستر على فعلته، رفض تمامًا، وأصر على أن تتخلص من الجنين لكن الفتاة، التي كانت تخشى الموت، قررت الاحتفاظ بالحمل وعندما ولدت، جاءت الطفلة إلى الدنيا دون أن تحمل اسمًا أو هوية.
مرت الأيام، والفتاة مستمرة في علاقتها مع عشيقها رغم ولادة الطفلة. كانت تلح عليه بأن يعترف بابنته، لكنه ظل يرفض بشدة شعرت الأم أنها وضعت طفلتها في عالم قاسٍ لن يتقبلها تحت ضغط مستمر من العشيق، بدأ الحديث عن التخلص من الطفلة.
هنا بدأت المأساة اقترح العشيق خطة شيطانية؛ تجويع الطفلة حتى الموت. وبقلب متجرد من الأمومة، بدأت الفتاة تنفيذ الخطة منعت الطعام والشراب عن الرضيعة، وتركتها لأيام تعاني من الجوع، بينما كانت الأم تخرج للتسول الطفلة كانت تتضور جوعًا، حتى فقدت جسدها الهزيل كل قوته، وانتهت حياتها القصيرة في عزلة ووحدة.
عندما تأكدت الأم من وفاة طفلتها، هاتفت العشيق الذي جاء سريعًا. لفوا جسدها الصغير في بطانية قديمة، وانتظروا حتى ساعات الفجر الأولى. وعندما هدأت الشوارع، ألقوا بجثتها بجوار القمامة، معتقدين أن أحدًا لن يكتشف جريمتهم.
فعلي الفور تم القاء القبض عليهم وتم إحالتهم الي محكمة الجنايات.