منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة قبل أكثر من عام ومؤخرًا الحرب على لبنان توترت العلاقات بين إسرائيل وعدد من زعماء الدول ورؤساء المنظمات والمؤسسات الدولية وعدد من الدول التي سحب بعضها سفرائه من تل أبيب وبعضها قطع علاقاته بشكل نهائي مع الدولة العبرية.
فرنسا وإسرائيل
وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية توترًا كبيرًا في العلاقات بين فرنسا واسرائيل وصلت إلى اتخاذ إسرائيل إجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد منعها من المشاركة بمعرض للأسلحة في فرنسا وهو موعد سنوي سيقام قريبًا لمعرض تجاري بحري عسكري.
فقد أمر وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” اليوم الأحد وزارته ببدء إجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي لمنعه الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض تجاري بحري عسكري سيقام قريبًا في فرنسا.
وقال كاتس في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس: “وجهت وزارة الخارجية باتخاذ إجراء قانوني ودبلوماسي ضد الرئيس الفرنسي لقرار منع الشركات الإسرائيلية من عرض منتجاتها في معرض صالون “يورونافال” في باريس الشهر المقبل” مشيرًا إلى مقاطعة الشركات الإسرائيلية وهو الثاني بعد منع إسرائيل من المشاركة السنة الماضية أو فرض أوضاع غير مقبولة هي إجراءات غير ديمقراطية غير مقبولة بين دولتين صديقتين وحث الرئيس ماكرون على إلغائها كليًا.
وقالت شركة “يورونافال” المنظمة للمعرض الذي من المقرر أن يقام في باريس بين الرابع والسابع من نوفمبر المقبل في بيان إن الحكومة الفرنسية أبلغتها بأنه غير مسموح للوفود الإسرائيلية بإقامة منصات أو عرض معدات في المعرض لكن يمكنها الحضور فقط وأضافت أن سبع شركات ستتأثر بهذا القرار.
يأتي هذا القرار في ظل فشل الجهود الفرنسية للتوصل إلى هدنة في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني واستياء فرنسي من تصرفات إسرائيل في لبنان بعد أن كثفت الغارات الجوية على أهداف للجماعة في لبنان.
غوتيريش وأردوغان
ولم يكن ماكرون الزعيم الأول وفرنسا الدولة الأولى في قائمة الزعماء والدول التي توترت علاقاتها مع إسرائيل إثر عدوانها الغاشم على غزة فقد سبقها عدد من الزعماء والمسؤولين عن منظمات دولية والدول التي اتخذت مواقف ثابتة ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم وقطعت علاقاتها مع إسرائيل حيث دخلت إسرائيل قبل فترة في حالة عداء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأعلنته منذ أسابيع “شخصًا غير مرغوب فيه” ما يعني منعه من دخول البلاد ردًا على عدم إدانته الهجوم الصاروخي الإيراني على الدولة العبرية.
وكان غوتيريش قد وجه انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها على القطاع المدمر وقال “هذا أمر لا يمكن تصوره فمستوى المعاناة في غزة ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا” عام 2017.
وكذلك كان الحال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد في مرات كثيرة سياسة إسرائيل العدوانية ووصف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالمجرم الذي يرتكب جرائم إبادة جماعية ليرد عليه نتانياهو ويدور بينهم سجالًا وتنقطع العلاقات بين الزعيمين والدولتين.
أما فيما يخص الدول التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل كان أحدثها جمهورية نيكاراجوا الواقعة في أمريكا الوسطى التي وجهت انتقادات علانية إلى الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه الغاشم على غزة.
وبوليفيا التي كانت أولى الدول التي سارعت إلى انتقاد إسرائيل علانية في أعقاب حملتها الغاشمة في غزة إذ أصدرت لاباز بيانًا في 31 أكتوبر 2023 أعلنت فيه قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة.
قطاع غزة
وفي منتصف نوفمبر ٢٠٢٣ أعلنت مملكة بليز قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب هجماتها المتواصلة على قطاع غزة وقالت حكومة الدولة التي تقع في منطقة الكاريبي بأنها اتخذت قرارها بقطع العلاقات مع إسرائيل لأن الأخيرة لم تقبل دعوات وقف إطلاق النار ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. واستدعت هندوراس سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بشأن ما وصفته بأنه “وضع إنساني خطير” يواجهه الفلسطينيون في غزة وحذت كولومبيا حذو جيرانها اللاتينيين باستدعاء سفيرها لدى تل أبيب للتشاور ووصف الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو الهجمات في منشور على موقع إكس للتواصل الاجتماعي بأنها “مذبحة للشعب الفلسطيني”.
كما أعلنت حكومة تشيلي أنها استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور ردًا على “انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة” وقالت الخارجية التشيلية في بيان إنها تدين الأفعال الإسرائيلية في قطاع غزة واستدعت سفيرها لدى تل أبيب للتشاور.
وعلى الرغم من قطع فنزويلا علاقاتها مع إسرائيل منذ عام 2009 إلا أنها عادت إلى انتقاد تل أبيب في أعقاب عدوانها على غزة واتهم الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
جنوب إفريقيا
وتعد جنوب إفريقيا من الدول التي صعدت من وتيرة هجومها على إسرائيل واتخذت ضدها إجراءات حاسمة في محكمة العدل الدولية حيث أنه مع تطورات العدوان على غزة أعلنت حكومة جنوب إفريقيا قرارها بسحب دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور كما أقامت جوهانسبرج دعوى ضد تل أبيب في المحكمة الجنائية الدولية “من أجل التحقيق في جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة”.
أيضًا من الدول التي توترت علاقاتها مع إسرائيل تركيا التي أوقفت كل التجارة معها وتشاد والأردن والبحرين وغيرها من الدول التي أعلنت إدانتها للمجازر التي ترتكب بشكل يومي ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
ورغم أن إسرائيل لم تهتم كثيرًا بالدول التي أتخذت إجراءات دبلوماسية ضدها إلا أن الأمر يؤذيها ويرسخ صورتها الذهنية السلبية لدى شعوب العالم ويعرقل ويحجم دورها الاقتصادي والأمني والاجتماعي.