من جديد عاد الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة دونالد ترامب لمهاجمه اليهود الأمريكيين الذين يعتزمون التصويت لمرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في نوفمبر المقبل.
ووصف ترامب اليهود الذين يدعمون الحزب الديمقراطي بأنهم جهلة أو خائنون ويكرهون دينهم
ولم يكتف بذلك بل قال عنهم أنهم أغبياء وبحاجة لفحص رؤسهم.
وقال ترامب في مقابلة سابقة مع محطة إذاعية محلية: عليك فحص رأس كل يهودي يصوت لهاريس أو بايدن مضيفًا إذا كنت يهوديًا وصوتت للديمقراطيين فأنت أحمق تماما.
وكرر ترامب خلال الأشهر الماضية هجومه على اليهود الداعمين للحزب الديمقراطي ووصف الحزب بأنه يكره إسرائيل وارتفعت وتيرة انتقاه لليهود منذ اعتزام نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التقدم للسباق الانتخابي الرئاسي كمرشحة للحزب الديمقراطي.
ومع أن ترامب يعد أكثر الرؤساء الأمريكيين انحيازًا لإسرائيل كما ظهر في صفقته لسلام الشرق الأوسط والتي تم على أثرها قطع العلاقات والدعم المالي عن الفلسطينيين ونقل سفارة بلاده للقدس المحتلة والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ودعم التطبيع الخليجي الإسرائيلي بل أن ابنته إيفانكا تحولت إلى اليهودية وزوجها وأطفالهما يهود فإن ذلك لم يغير من نمط تصويت اليهود الأمريكيين حيث تبين كل المؤشرات أن أغلبيتهم سيصوتون لصالح منافسته الديمقراطي.
وعادة يصوت أغلب اليهود الأمريكيين لصالح الحزب الديمقراطي ومرشحه للبيت الأبيض ويعود ذلك بالأساس لمواقفهم الليبرالية من القضايا الداخلية مثل الإجهاض أو حق حمل السلاح أو الرعاية الصحية وحقوق المثليين.
فقد أيد 69% من الناخبين اليهود في عام 2020 بايدن بينما أيد 30% ترامب وهذا جعل الناخبين اليهود من بين الجماعات الدينية التي كان فيها الدعم لبايدن أقوى كما قال 73% من الناخبين اليهود في عام 2020 إن ترامب كان متسامحًا جدًا مع الجماعات المتطرفة.
وبالنسبة للعديد من القادة اليهود في التركيبة السكانية التي تم تحديدها بأغلبية ساحقة على أنها ديمقراطية ودعمت الرئيس جو بايدن في عام 2020 عززت تعليقات ترامب الأخيرة الصور النمطية الضارة المعادية للسامية وصورت اليهود على أنهم منقسمو الولاءات.
ويُعرف عن اليهود الأميركيين كثافة مشاركتهم السياسية سواء من خلال التصويت أو الحرص على شغل العديد من المناصب السياسية والقضائية والتشريعية ويبلغ عددهم 6.3 ملايين شخص بما نسبته 1.9% من إجمالي الأمريكيين إلا أنهم يملكون أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ يتبعون الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.
وعلى مر العقود الطويلة الماضية تتمتع إسرائيل بدعم واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولم تكن نصرتها أو اتخاذ مواقف مؤيدة لها في المحافل الدولية عنصر خلاف بين مرشحي الحزبين للانتخابات الرئاسية.