اعتاد المحبون لسيدي أبي الحسن الشاذلي عبر السنين الاحتفال بمولده في الثامن من ذي الحجة كل عام، الموعد الذي يتزامن مع موسم الحج، ويسبب الكثير من اللغط لرمزيته الظاهرة في نظر البعض، حيث يقول هؤلاء أن هذا الموعد يجعل الأمر يبدو كأنه “حجٌّ بديل” يؤديه المحبون في رحاب سيدي أبي الحسن عوضًا عن الكعبة!
هذا اللغط دفع مشيخة الطرق الصوفية وبعضًا من أئمة الطرق وأرباب الساحات والعلماء المعتبرين إلى إعادة النظر والتحقيق في موعد المولد، وهداهم نظرهم إلى أن الموعد الأوقع والأصح من الناحية التاريخية لمولد سيدي أبي الحسن الشاذلي يصادف الربع الأخير من شهر شوال، وإلى جانب صحته تاريخيًا؛ يجنّب هذا الموعدُ المعدّل الطرقَ الصوفية من اللغط الدائر وتشنيع الغير، ويحمي -في رأيهم- التصوّف وأهله من مغالاة الأتباع، ومن هجمات المتربصين.
واعتُمدت الجمعة الأخيرة من شوال موعدًا جديدًا للاحتفال بمولد القطب الشاذلي عندهم، وتعد هذه السنة هي السنة الثانية للاحتفال به في هذا الموعد، وقد حضر الاحتفال هذا العام كوكبة من علماء الأزهر الشريف مثل الدكتور عبد العزيز الشهاوي والدكتور إبراهيم الهدهد والدكتور محمد عبد الصمد مهنا، وغيرهم.
وكبار المداحين والمبتهلين كذلك، على رأسهم: الشيخ ياسين التهامي، والشيخ إيهاب يونس.
على الجانب الآخر: يرى كثير من الدراويش والمحبين والمريدين أن هذا الموعد الجديد لا يتناسب مع ما اعتادوا عليه، حيث ارتبط احتفالهم بمولد الشاذلي بعدة أمور، منها: ذبح الأضاحي، وإطعام الطعام، وصلاة العيد، وإحياء يوم عرفة من فوق جبل وادي حميثرة، تيمّنا بحجاج بيت الله الحرام وتمثّلا لأفعالهم.
ورأى البعض في تعدد الاحتفالات سعة، ونماء في المحبة، وتكرار للوصل، وتأكيد للود، و”زيادة الخير خيرين” كما يقال، طالما لم يكن في هذا التعدد فرقة أو إنكار لفعل الغير.