جريمة بشعة هزت مصر، حيث تم العثور على جثة طفل يبلغ من العمر 15 عامًا بإحدى الشقق السكنية المستأجرة في شبرا الخيمة، وأسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتُزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته، وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة.
وكشفت التحقيقات والتحريات التي استمرت لمدة قاربت على أسبوع أن الجريمة تمت بدافع وهمي وهو تجارة الأعضاء، حيث تولى مراهق لم يبلغ ١٧ عاما تحريك خيوط قهوجي لتنفيذ مخططه الشيطاني، وإنما دافعه الحقيقي هو مجرد تصوير مقطع فيديو لجريمة سرقة أعضاء يحقق له ثراء فاحش في وقت قليل دون مجهود منه عن طريق آخر يتحكم فيه بعدما يغريه بملايين الجنيهات.
واتضح أن الجاني مقيم في مصر كان يتواصل مع آخر في الكويت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وطلب منه إحضار طفل وقتله تجهيزًا لعملية سرقة أعضائه عبر “فيديو كول” بينهما، وبيع فيديو الجريمة بمبالغ فلكية عبر مواقع الإنترنت غير المشروعة “الدارك ويب”.
ومن جانبه، أقر المتهم بالقتل بارتكابه الجريمة بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، وقال إن المحرض طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه، وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية “الفيديو كول”، وطلب منه المحرض إزهاق روح الطفل تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية “الفيديو كول” أيضًا، وذكر أن المُحرض أخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن نفذ ما طُلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.
وبعد اكتشاف أن “الدراك ويب” هو السبب في الحادث، بدأ الناس يتساءلون ويبحثون عما هو الدارك ويب.
فما هو الـ”دارك ويب” أو الويب المظلم..
هو جزء من الإنترنت غير مرئي لمحركات البحث العادية مثل Google أو Bing .
يصفه البعض بأنه ملجأ للإجرام حيث إنه لا يتم فهرسته كعادة الإنترنت الذي يستخدمه جميع المستخدمين في جميع أنحاء العالم.
بدأت فكرة الدارك ويب في التطور خلال التسعينيات، وقد أصبحت واقعًا ماثلًا في العقد الأخير.
يتطلب الوصول إليه استخدام برامج وتقنيات خاصة، مثل متصفح Tor، الذي يوفر إخفاء الهوية والتشفير.
يحتوي على مجموعة متنوعة من المحتويات بعضها غير قانوني مثل المواد الممنوعة كالمخدرات والأسلحة والمنتجات المقلدة والبيانات المسروقة، مثل بطاقات الائتمان والمعلومات الشخصية، والمحتوى الإباحي، بما في ذلك استغلال الأطفال، الأنشطة الإجرامية، مثل الاتجار بالبشر واختراق أنظمة الكمبيوتر.
كشف باحثون من كلية كينجز في لندن أنهم توصلوا لوجود 2723 موقعًا على الدارك ويب بعد ملاحظة لمدة 5 أسابيع، بالإضافة إلى أنهم أكدوا أن 75% من المواد الموجود في الإنترنت المظلم تتضمن مواد غير مشروعة.
يُستخدم لبيع برامج القرصنة واختراق الحسابات وسرقة البيانات، ممّا يُهدد الأمن الإلكتروني للأفراد والشركات على حدٍّ سواء.
تُستخدم بعض مواقع “الويب المظلم” لنشر الدعاية المُتطرفة وتجنيد الإرهابيين والتخطيط لهجماتٍ عنيفة.
