تبدلت أطراف المواجهة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لتصبح الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل وإيران بدلًا من حماس، حيث فاجأت إيران العالم وأطلقت مئات الصواريخ والمسيّرات الأسبوع الماضي على إسرائيل، ردًا على قصف قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل الجاري.
وأثار هذا الهجوم العديد من التساؤلات حول طبيعية التصعيد الذي قد تشهده المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث يبدو أن الأمر لم ينته بعد.
ويمثل ذلك أول مثال على الهجوم المباشر على إسرائيل من قبل الأراضي الإيرانية، ومن الممكن أن يعرض هذا الهجوم طهران لخطر فرض المزيد من القيود التجارية والدبلوماسية.
خسائر مالية
ومع استمرار الحرب الكلامية والتصريحات بين إسرائيل وإيران، كشفت العديد من التقارير والمحللين عن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل جراء الهجوم الإيراني عليها.
وقال رام أميناخ، المستشار المالي السابق لرئيس الأركان الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن إسرائيل أنفقت حوالي 5 مليارات شيكل، ما يقدر بنحو 1.35 مليار دولار في ليلة واحدة؛ للتصدي لهجوم إيران.
وأضاف أن الهجوم الإيراني كلف إسرائيل ما بين 4 إلى 5 مليارات شيكل، مشيرًا إلى أن هذه التكلفة شملت التصدي للمسيرات والصواريخ فقط دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش الاسرائيلي أنها طفيفة.
وذكر أميناخ أن الصاروخ الواحد من طراز “حيتس” المستخدم في اعتراض صاروخ باليستي إيراني، تصل تكلفته حوالي 3.5 ملايين دولار وتعد منظومة “حيتس” واحدة من أحدث منظومات الدفاع في إسرائيل وهي قادرة على اعتراض صواريخ بالستية حتى خارج المجال الجوي للكرة الأرضية.
فيما تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد من منظومة “العصا السحرية” مليون دولار، بخلاف تكلفة الطائرات التي شاركت في اعتراض المسيرات الإيرانية.
ضرر طفيف
ووفقًا لصحيفة “هاآرتس” العبرية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إن إيران أطلقت نحو 350 صاروخًا وطائرةً مسيرةً من إيران على إسرائيل، وتم اعتراض معظمها، بالاضافة إلى إطلاق الصواريخ والمسيرات من لبنان والعراق واليمن أيضًا.
وأشار إلى حدوث ضرر طفيف في قاعدة نيفاتيم الجوية في بئر السبع، لافتًا إلى اعتراض 25 صاروخًا من أصل 30 صاروخ “كروز”، ومن بين أكثر من 120 صاروخًا باليستيًا، لم يخترق سوى عدد قليل منها الأراضي الإسرائيلية.
فشل ذريع
وشدد في الوقت ذاته على أن محاولة إيران تدمير قدرات القوة الجوية الإسرائيلية باءت بالفشل، وأن قاعدة “نيفاتيم” مستمرة في العمل.
وفي الوقت ذاته، كشفت وكالة “إرنا” الإيرانية أن خسائر اسرائيل خلال الدقائق الأولى من الهجوم الإيراني على تل أبيب، تتراوح ما بين 300 إلى 400 مليون شيكل، ما يعادل نحو 100 مليون دولار.
وأرجعت الوكالة تلك الخسائر إلى التكلفة المرتفعة لنظام التصدي للقبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي نحو 50 ألف دولار.
هبوط العملة
وعلى الجانب الأخر، انخفضت قيمة الريال الايراني إلى أدنى مستوى مقابل الدولار، بعد أن أطلقت طهران هجومًا واسعًا على إسرائيل مساء السبت، مما أدى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت شبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية.
وكتبت وكالة أنباء “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري الإيراني: “بعد الرد القوي على إسرائيل، لم ترتفع سوق العملة، بل دخلت في اتجاه هبوطي، خلافًا للتوقعات”.