قال مصدر أمني مصري رفيع المستوى، إن القاهرة ترفض بشكل قاطع اجتياح إسرائيل لرفح، التّي تعد الملاذ الأخير لمئات الآلاف من سكان غزة، لما يشكله هذا الاجتياح من تهديد لمعاهدة السلام بين البلدين.
وأضاف المصدر الي فضل عدم ذكر اسمه، في صريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنّ مصر “تملك العديد من الخيارات للرد، ومن بينها تعليق العمل باتفاقية السلام؛ لكن لكل حادث حديث”.
وتابع المصدر أن “اجتياح رفح قد يتسبب في عملية نزوح باتجاه الحدود المصرية، وهذا يشكّل تهديدا للأمن القومي المصري؛ بالإضافة إلى أنّ وجود قوات إسرائيلية كبيرة في محور فيلادلفيا يعدّ انتهاكا لاتفاقية السلام”.
وأضاف “تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو وجود عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا خطّ أحمر لن تسمح مصر بتجاوزه”.
ويمتدّ محور فيلادلفيا على طول الحدود المصرية مع القطاع بطول 14 كيلومترا كمنطقة عازلة بموجب معاهدة السلام الموقّعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وانسحبت إسرائيل من تلك المنطقة في عام 2005 بموجب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، التي غادرت بموجبها القوات الإسرائيلية كل قطاع غزة وتم تفكيك المستوطنات.
ووقعت إسرائيل مع مصر في ذلك العام (اتفاق فيلادلفيا) ليكون ملحقاً لاتفاقية السلام.
وأكد الموقف أن “موقف مصر الرافض لعمليّة عسكرية في رفح يتّسق مع الرفض الدولي والعربي لهذه العملية، خاصة بعد موافقة مجلس الأمن على قرار يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة دون فيتو أمريكي”.
ومع ذلك استبعد المصدر قيام إسرائيل بعمليّة بريّة واسعة النطاق في رفح قائلا إن “أقصى ما يمكن أن تقوم به إسرائيل هو عمليات نوعية دون القيام بعمليات اقتحام واجتياح بري للمدينة”.