سجلت حركة السفر الخارجي للعرب أرقامًا قياسية خلال العام الماضي، حيث تجاوز عدد المسافرين العرب 95 مليون مسافر متجهين إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، وبرزت السعودية في الصدارة بعدد 21 مليون مسافر سنويًا، مدفوعة بتوسع خطوط الطيران وزيادة الوجهات الدولية، فيما جاءت الإمارات في المركز الثاني بـ 12 مليون مسافر، وتلتها مصر بتقديرات تصل إلى 10 ملايين مسافر، مما يعكس صعودًا لافتًا للمسافرين المصريين على الساحة الإقليمية.
اعتمدت هذه الإحصائيات على بيانات رسمية وتقديرية صادرة عن هيئات الإحصاء العربية وجهات الطيران والسياحة، كما ركزت على عدد الرحلات وليس عدد الأفراد، ما يعني أن المسافر الواحد قد يُسجّل عدة مرات إذا سافر أكثر من مرة خلال العام، الأمر الذي يعطي مؤشراً أدق على حجم حركة السفر ووتيرتها على مدار العام، ويظهر بوضوح دور السعودية والإمارات ومصر في قيادة هذا النشاط.
تصدرت الجزائر المرتبة الرابعة بعدد نحو 6 ملايين مسافر، تلتها الكويت بـ 5.5 ملايين، ثم المغرب في المركز السادس بأكثر من 5 ملايين، وسجل العراق نحو 4.5 ملايين مسافر سنويًا، ما يعكس تفاوتًا كبيرًا في أعداد المسافرين بين الدول العربية الكبرى والمتوسطة، ويشير إلى أن حركة السفر الخارجي مرتبطة بقوة بالبنية التحتية للطيران وسهولة الوصول للوجهات الدولية.
سجلت تونس وقطر أعدادًا متقاربة بلغت نحو 2.5 مليون مسافر لكل منهما، إلى جانب سلطنة عمان بحوالي 2.1 مليون مسافر، في حين سجلت البحرين نحو 1.5 مليون، ولبنان حوالي 1.3 مليون، بينما تراوحت أعداد المسافرين من ليبيا بين 1.2 و1.5 مليون سنويًا، وأظهرت الأردن نحو 1.2 مليون مسافر، مما يوضح أن الفئة المتوسطة من الدول العربية تحافظ على معدل سفر معتدل مقارنة بالقيادات الخليجية.
انخفضت أعداد المسافرين في الدول الأقل نشاطًا عربيًا، حيث سجلت السودان نحو 1.1 مليون، تلتها اليمن بـ 800 ألف، وأخيرًا فلسطين بنحو 450 ألف مسافر سنويًا عبر المنافذ الأردنية والمصرية، ما يعكس التحديات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حركة السفر، ويبرز التباين الواضح بين دول المنطقة في القدرة على الانخراط في السفر الخارجي بشكل منتظم.





