سلايدرعالم

مع سقوط 16 ألف شهيد.. هل ينتهي العداون الإسرائيلي على غزة قريبا؟

توقع مسؤولون أمريكيون أن تستمر المرحلة الحالية من العملية البرية الإسرائيلية في غزة التي تستهدف الطرف الجنوبي من القطاع عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية أقل كثافة تستهدف بشكل مركز مقاتلين وقادة محددين من حركة حماس، وفقا لما قاله العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لشبكة (سي إن إن).

واستشهد أكثر من 16 ألف فلسطيني منذ أن بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية في غزة في أعقاب هجوم حركة حماس الذي وقع في 7 أكتوبر، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

قلق أمريكي

ومع انتقال الحرب إلى جنوب القطاع، يشعر البيت الأبيض بقلق عميق بشأن كيفية تطور العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقا لما نقلته (سي إن إن) عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل بشدة في محادثات “صعبة” و”مباشرة” من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه تكرار نوع التكتيكات المدمرة التي استخدمها في الشمال ويجب أن يبذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وأوضحوا أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنه مع تحول الرأي العام العالمي بشكل متزايد ضد عمليتها البرية، التي قتلت الآلاف من المدنيين، فإن مقدار الوقت المتاح لإسرائيل لمواصلة العملية في شكلها الحالي مع الحفاظ على دعم دولي ذي مغزى يتضاءل بسرعة.

ضغوط على إسرائيل

مع تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، تحاول إدارة الرئيس بايدن الضغط على حليفتها للحد من سقوط ضحايا مدنيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها إجبار إسرائيل على الإذعان مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية.

 

وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علنا على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.

قرابة الألف شهيد في 3 أيام

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد نحو 900 شخص في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية بين يوم الجمعة، الذي انتهت فيه الهدنة، والاثنين، وهو نفس العدد تقريبا الذي قُتل في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

تدفق الأسلحة الأمريكية لجيش الاحتلال

وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة.

وذكر مسؤول أمريكي كبير لوكالة “رويترز”: “نعتقد أن ما نفعله يحركهم”، مشيرًا إلى تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات يوميا.

وأضاف المسؤول أن هذا التحسن جاء نتيجة لدبلوماسية مكثفة وليس تهديدات.

وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي لجنوب غزة حيث يواصل السكان انتشال جثث الأطفال والكبار من تحت الأنقاض.

لكن المسؤول الأمريكي قال إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة.

 

وتابع “تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين”.

أمريكا تدعم قتل الفلسطينيين

وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع. ويبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.

وقال أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل “يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية”.

نفوذ أمريكي كبير

تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق حركة حماس. كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.

وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن “نفوذا كبيرا” على كيفية إدارة الحرب على حماس.

وأضاف بيندر “حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد”.

وتابع “حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ”.

 

وتضغط الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على بايدن، حتى مع تكثيف كبار مساعديه دعواتهم لكبح جماح إسرائيل. وأي محاولة لخفض المساعدات يمكن أن تضر بالرئيس الديمقراطي من حيث الناخبين المستقلين المؤيدين لإسرائيل بينما يسعى لإعادة انتخابه.

ويواجه بايدن أيضا ضغوطا من فصيل من الديمقراطيين التقدميين الذين يريدون أن تضع واشنطن شروطا لتقديم المساعدات العسكرية لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وأن يدعم الرئيس الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا “في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر”.

وأضاف “إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *