تعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، صراع معقد ومتعدد الأوجه، وسيكون تأثيرات كبيرة على المنطقة والعالم، وشهدت ليلة الجمعة تبادلًا للضربات الجوية بين إسرائيل وإيران.
في الوقت الحالي، يبدو أن القتال بين إسرائيل وإيران يقتصر على الدولتين فقط، مع دعوات واسعة النطاق لضبط النفس من جانب الأمم المتحدة وغيرها من البلدان، ولكن ماذا لو تصاعد القتال وتوسع؟.
رصدت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” بعض السيناريوهات المحتملة لأسوأ الاحتمالات في نطاق الحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، على النحو التالي:
التورط الأمريكي
على الرغم من النفي الأمريكي، تعتقد إيران بوضوح أن القوات الأمريكية أيدت بل ودعمت، ضمنيًا على الأقل، الهجمات الإسرائيلية على البلاد.
وأشار التقرير إلى أن إيران قد تضرب أهدافًا أمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، والبعثات الدبلوماسية في المنطقة.
ومع ذلك، حذرت الولايات المتحدة من احتمال وقوع مثل هذه الهجمات، وعلى الفور سحبت بعض أفرادها.
وفي رسائلها العلنية، حذّرت الولايات المتحدة إيران بشدة من عواقب أي هجوم على أهداف أمريكية، ولكن في حال إصابة أو تضرر أي شخص أو هدف أمريكي، فقد يجد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نفسه مُجبرًا على التحرّك، وفقًا لـ BBC.
وقال محللون عسكريون إن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القاذفات والقنابل الخارقة للتحصينات القادرة على اختراق أعمق المنشآت النووية الإيرانية، وخاصةً منشأة فوردو.
وبالرغم من وعد ترامب بأنه لن يبدأ أي حروب في الشرق الأوسط. إلا أن عددًا مماثلاً من الجمهوريين يدعمون كلاً من الحكومة الإسرائيلية ويرون بأن الوقت قد حان للسعي إلى تغيير النظام في طهران.
ورأى التقرير أنه إذا انخرطت أمريكا فعليًا في الصراع، فسيمثل ذلك تصعيدًا هائلاً له عواقب وخيمة طويلة الأمد.
فشل إسرائيل
ومن ضمن السيناريوهات التي تناولها التقرير هو فشل الهجوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تتلقى خيبة كبيرة إذا كانت المنشآت النووية الإيرانية عميقة جدًا ومحمية بشكل جيد جدًا.
وطرحت “بي.بي.سي” العديد من السيناريوهات المرعبة للفشل الإسرائيلي والمتمثلة في أن هجوم إسرائيل قد يدفع القيادة الإيرانية إلى التفكير بأن طريقتها الوحيدة لردع المزيد من الهجمات هي التسابق نحو امتلاك القدرة النووية بأسرع ما يمكن، بالاضافة إلى أن القادة العسكريون الجدد قد يكونوا أكثر عنادًا وأقل حذرًا من أسلافهم الراحلين.
وأضافت أن هذا الأمر قد يُجبر إسرائيل على شن المزيد من الهجمات، مما قد يُدخل المنطقة في جولة متواصلة من الضربات والهجمات المضادة. لدى الإسرائيليين تعبيرٌ قاسٍ لوصف هذه الاستراتيجية.
صدمة اقتصادية
لفتت “بي.بي. سي” إلى أن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يؤدي إلى صدمة اقتصادية عالمية، وقد ارتفع سعر النفط بالفعل.
وحذر التقرير من أن تقوم إيران بإغلاق مضيق هرمز، مما قد يزيد من تقييد حركة النفط، بالاضافة إلى أنه قد يضاعف الحوثيون في اليمن جهودهم لمهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر.
وأوضح التقرير أن العديد من دول العالم تعاني بالفعل من أزمةٍ في غلاء المعيشة، كما أن من شأن ارتفاع أسعار النفط أن يُفاقم التضخم في نظام اقتصادي عالمي يئن بالفعل تحت وطأة حرب ترامب الجمركية.
وذكر التقرير أن المستفيد الوحيد من ارتفاع أسعار النفط هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيشهد تدفق مليارات الدولارات إلى الكرملين.
تورط دول الخليج
ومن ضمن التوقعات الكارثية للحرب، إذا فشلت إيران في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية وغيرها من الأهداف الإسرائيلية، فسيكون بإمكانها توجيه صواريخها نحو الخليج، وبخاصة الدول التي تستضيف قواعد جوية أمريكية.
سقوط النظام الإيراني
وتسائل التقرير ماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد المتمثل في إجبار النظام الثوري الإسلامي في إيران على الانهيار، حيث يزعم نتنياهو أن هدفه الرئيسي هو تدمير القدرة النووية الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أن إسقاط حكومة إيران قد يروق للبعض في المنطقة، وخاصة بعض الإسرائيليين، إلا أن الفراغ الذي قد يتركه والعواقب التي قد تترتب عليه الصراع الأهلي في إيران سيكون غير متوقعًا وقد يأتي بنتائج عكسية.
