سلايدرعالم

3.5 تريليون خسائر.. رسوم ترامب الجمركية تضرب سوق الأسهم الأمريكي

شهدت بورصة وول ستريت الأمريكية واحدة من أشد العواصف المالية في تاريخها الحديث، على مدى أسبوعين من التعاملات، أدت إلى فقدان سوق الأسهم الأمريكية ما يقرب من 3.5 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز حجم الاقتصاد البريطاني بالكامل، قبل أن تتمكن من استعادة بعض توازنها منتصف الأسبوع الماضي.

وأرجعت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، الخسائر السوقية إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وإلغاء خطط خفض الفائدة.

وتعرضت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل إنفيديا، لضربات قاسية، حيث خسرت وحدها 1.2 تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال شهرين.

واستخدم ترامب الرسوم الجمركية كسلاح لتهديد الخصوم التجاريين، لكن هذه السياسة انقلبت عليه بشكل غير متوقع. فبدلًا من تحقيق المكاسب، دفعت وول ستريت فاتورة باهظة، حيث بلغت خسائرها الإجمالية منذ فوز ترامب في الانتخابات 6.5 تريليون دولار.

كما خسرت أكبر ست شركات تكنولوجيا أمريكية 2.2 تريليون دولار من قيمتها السوقية منذ بداية العام، وهو رقم يتجاوز إجمالي القيمة السوقية للبورصتين الأسترالية والنيوزيلندية مجتمعتين، وهو ما يعكس حجم التأثير السلبي للحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي.

وفي أكبر خسارة له منذ عام 2022، انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 4% عند إغلاق التداولات، وكانت هناك خسائر فادحة في أسواق أخرى، حيث شهدت أسهم التكنولوجيا أكبر الانخفاضات

وقال تشارو تشانانا، استراتيجي الاستثمار في بنك الاستثمار ساكسو، لبي بي سي: “إن الفكرة السابقة بأن ترامب رئيس لسوق الأوراق المالية، يُعاد تقييمها”.

 

ويخشى المستثمرون أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب – وهي ضرائب على السلع الواردة إلى البلاد – إلى ارتفاع الأسعار

وبالتالي إضعاف النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت راشيل وينتر، مديرة الاستثمار في شركة كيليك آند كو، لبرنامج توداي: “أعتقد بلا شك أن مستوى التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب، سوف يتسبب في التضخم في مرحلة ما في المستقبل”.

وقد قدم الرئيس هذه الإجراءات بعد أن اتهم الصين والمكسيك وكندا بعدم بذل جهود كافية لوقف تهريب المخدرات غير المشروعة والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، وقد رفضت الدول الثلاث هذه الاتهامات.

وقال الخبير الاقتصادي محمد العريان إن المستثمرين كانوا متفائلين في البداية بشأن خطط ترامب لإلغاء القيود التنظيمية وخفض الضرائب، في حين قللوا من تقدير احتمال اندلاع حرب تجارية.

وأضاف أن الانخفاضات الأخيرة في سوق الأسهم، والتي بدأت الأسبوع الماضي، تعكس “تغييرًا كاملًا لتوقعات السوق”، مشيرًا إلى أن المستثمرين يضعون في الاعتبار أيضًا أن الشركات والعائلات بدأت في التوقف عن الإنفاق، بسبب حالة عدم اليقين، وهو ما قد يضر بالنمو الاقتصادي.

ومع ذلك، فإن كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب، تصدى للذين يتبنون هذه التوقعات المتشائمة.

ففي مقابلة مع شبكة سي إن بي سي، قال هاسيت إن هناك العديد من الأسباب للتفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي، وإن الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك والصين، جلبت بالفعل التصنيع والوظائف إلى الولايات المتحدة.

وأكد أن “هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا متفائلين للغاية بشأن الاقتصاد في المستقبل”، مع الاعتراف بوجود بعض “التقلبات” في البيانات ربع السنوية حاليًا، التي أرجعها إلى توقيت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب و”ميراث بايدن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *