اقتصاد

22 شركة فقط تتخطى حاجز الـ1% في التداولات.. و35 شركة مساهمتها «صفرية»

شركات الوساطة الصغيرة خارج سباق التداول

كشفت بيانات البورصة المصرية أن 35 شركة وساطة مالية من إجمالي 149 شركة عاملة في السوق، سجلت مساهمة تقترب من 0% خلال تعاملات شهر يوليو، بينما تجاوزت مساهمة 22 شركة فقط حاجز الـ1% من إجمالي التداولات، وهو ما يعكس تمركز النشاط داخل عدد محدود من الشركات، مقابل تراجع واضح في أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة.

قرارات تنظيمية لتعزيز كفاءة السوق

كانت الهيئة العامة للرقابة المالية قد أصدرت مؤخرًا مجموعة من القرارات التنظيمية بهدف تحسين كفاءة السوق ورفع جودة الخدمات المقدمة للمستثمرين، تضمنت:

رفع الحد الأدنى لحقوق الملكية مضافًا إليها القروض المساندة إلى 15 مليون جنيه بدلاً من 5 ملايين.

إلزام الشركات ببنية إلكترونية مؤهلة للتداول الآمن.

إصدار تقارير رقابية دورية وتعيين كوادر فنية مؤهلة.

فرض اشتراطات خاصة للحصول على رخصة التعامل في شهادات خفض الانبعاثات الكربونية، من بينها امتلاك نظام إلكتروني مستقل وإتمام دورات تدريبية متخصصة.

ويرى خبراء سوق المال في تصريحهم لـ”البورصجية”، أن على الشركات الصغيرة العمل على تطوير وتنويع خدماتها، أو ستجد نفسها مع الوقت خارج السوق، في ظل متغيرات تفرض ضرورة التحول الرقمي وضخ استثمارات جادة.

عبد الهادي: المستثمر أصبح يميل لاستخدام التكنولوجيًّا

قال الدكتور محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال ومدير شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن الشركات الصغيرة أصبحت عاجزة عن تقديم خدمات مالية تنافسية للمستثمرين، وأصبحت تمثل عبئًا على السوق.

وأضاف أن هذه الشركات لا تسهم في جذب مستثمرين جدد، بل

تتسبب أحيانًا في معاناة المستثمر وخروجه من سوق المال، مشيرًا إلى أن التطور التكنولوجي غيّر سلوك المتعاملين، حيث أصبح المستثمر يميل إلى استخدام التطبيقات والعقود ا لإلكترونية، وابتعد عن النماذج التقليدية.

وشدد عبد الهادي على أن الحل هو اندماج الشركات الصغيرة أو استحواذ كيانات أكبر عليها لتتمكن من إعادة الهيكلة ومواكبة السوق، لافتًا إلى أن بعض هذه الشركات تسببت في مشكلات فعلية للمستثمرين.

وأكد أن الأفضل أن تكون شركات السمسرة تابعة للبنوك لتوفير رقابة واستقرار مالي أكبر .

و لفت إلي أن قرارات الهيئة الأخيرة جيدة لحماية حقوق المستثمرين، وإجبار الشركات على التطوير.

هشام قنديل: السوق يتغير.. ولا مكان للكيانات الراكدة

في السياق ذاته، قال هشام قنديل، العضو المنتدب لشركة الدولية للسمسرة، إن الجيل الجديد من المستثمرين يعتمد بشكل كبير على الوسائل التكنولوجية الحديثة، ويبتعد تدريجيًا عن الطريقة التقليدية في التداول.

وأضاف أن عدد المتعاملين الذين يزورون فروع الشركات لمتابعة الشاشات وتنفيذ الأوامر يدويًا أصبح قليلًا جدًا، مشددًا على أن الشركات التي لا تواكب التطور ستخرج من المنافسة تدريجيًا.

وأشار إلى أن بعض الشركات الناشئة استطاعت في فترة قصيرة أن تصل إلى مراكز متقدمة في التداول بفضل اعتمادها على التكنولوجيا، موضحًا أن مجرد الدمج بين الشركات لن يكون فعالًا إذا لم يصاحبه تطوير حقيقي في الفكر والأداء.
محمد حسن: البحث عن مستثمرين استراتيجيين هو الحل

من جانبه، قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن الحل الأنسب أمام الشركات الصغيرة هو البحث عن مستثمرين استراتيجيين لضخ رؤوس أموال جديدة أو الدخول في عمليات اندماج مدروسة.

وأوضح أن السوق أصبح أكثر احترافية وتنافسية، ما يتطلب من الشركات غير النشطة إعادة تقييم أوضاعها، أو مواجهة خطر الانسحاب القسري من السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *