
في الساعات الأولى من فجر يوم مأساوي، انهار عقار مكون من أربعة طوابق في شارع فاروق كدواني بحي شرق بمحافظة أسيوط، ليسقط على رؤوس بعض قاطنيه، بينما نجا آخرون بأعجوبة بعد أن تمكنوا من الهروب في اللحظات الأخيرة إحدى الناجيات روت تفاصيل اللحظات التي سبقت الانهيار، والتي حملت مزيجًا من الرعب، والقدر، والبطولة.
الناجية تروي: “هربت قبل الكارثة بساعتين”
قالت إحدى السيدات الناجيات من تحت أنقاض العقار المنهار إنها نجت بأعجوبة بعدما استقبلت رسالة غير متوقعة في منتصف الليل.
أوضحت أن إحدى جاراتها أرسلت إليها ابنتها لتحذرها من تصدع المبنى وخطورة بقائه، وطالبتها بالخروج فورًا.
لم تتردد السيدة، فقامت بتبديل ملابسها، وأمسكت بيد ابنها، وغادرت المنزل في صمت، قبل أن ينهار العقار بساعتين فقط.
وأضافت وهي في حالة صدمة أن السيدة التي أنقذتها لا تزال حتى الآن تحت الأنقاض، ولم يُعرف مصيرها بعد.
قرار بالإخلاء… جاء متأخرًا جدًا
أشارت الناجية إلى أن الجهات المعنية أصدرت قرارًا بإخلاء المنزل مساء اليوم السابق، بعد ملاحظة تصدعات خطيرة، إلا أن معظم السكان لم يتمكنوا من الإخلاء فعليًا بسبب ضيق الوقت وسرعة تدهور حالة المبنى. حين وقع الانهيار، كان لا يزال3 من السكان داخل العقار.
المياه قتلت البيت” السبب المريب وراء الانهيار
أما عن السبب المباشر للانهيار، فقد كشفت الناجية أن أحد السكان، وهو طبيب، فتح صنابير المياه في شقته لمدة ساعة كاملة، مما تسبب في غرق الطابق الأرضي وتسرب المياه إلى أساسات المبنى، ما أدى إلى سقوط حائط كامل مساء اليوم السابق. وقد حذرهم أحد المهندسين فورًا بأن العقار مهدد بالسقوط وأنه لم يعد آمنًا بأي حال من الأحوال، نظرًا لتهالك بنيته الأصلية.
عمليات إنقاذ متواصلة… وقلق من ارتفاع عدد الضحايا
منذ وقوع الحادث، تكثف قوات الحماية المدنية والإنقاذ بمحافظة أسيوط جهودها في محاولة البحث عن ناجين وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض.
إخلاء المنازل المجاورة… خشية من تكرار الكارثة
وفي إجراء احترازي سريع، أخلت قوات أمن أسيوط، بقيادة اللواء وائل نصار، 4 عقارات مجاورة للعقار المنهار، للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بالانهيار أو ظهور أي تصدعات بها تم نقل السكان إلى أماكن بديلة مؤقتة لحين انتهاء الفحص الفني للمباني.
محافظ أسيوط في قلب الحدث
انتقل اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، فورًا إلى موقع الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ على الأرض.
وأكد أن جميع فرق الإنقاذ تعمل بكامل طاقتها للبحث عن ناجين، كما شدد على ضرورة مراجعة حالة المباني القديمة في المنطقة بشكل عاجل لتفادي كوارث مشابهة مستقبلًا.