قالت السلطات الكورية الجنوبية إن النيران اندلعت في طائرة كان على متنها 181 شخصًا بعد أن انحرفت عن المدرج واصطدمت بجدار خرساني في مطار موأن الدولي بجنوب غرب سيئول اليوم الأحد، مما أسفر على المرجح عن مقتل معظم من كانوا على متنها باستثناء شخصين تم إنقاهما.
ووقع الحادث في الساعة 9:07 صباحًا، عندما انحرفت طائرة جيجو إير عن المدرج أثناء هبوطها واصطدمت بسياج في مطار موأن الدولي في بلدة موأن، على بعد حوالي 288 كيلومترًا جنوب غرب سيئول، بحسب وكالة “يونهاب” للأنباء.
وقالت سلطات الإطفاء إنه باستثناء الشخصين، يفترض أن جميع الركاب لقوا حتفهم، وأضافت أنها تحولت إلى عمليات البحث لانتشال الجثث. وأكدت السلطات مقتل 125 شخصًا في الحادث حتى الآن.
فرص النجاة ضئيلة
وقال مسؤول في السلطات إنه بعد اصطدام الطائرة بالجدار، وقُذف الركاب من الطائرة، وتعد فرص النجاة ضيئلة للغاية.
وأضاف أن جسم الطائرة مدمر بشكل شبه كامل، ومن الصعب التعرف على هويات المتوفين، قائلا إن عمليات انتشال الجثث جارية، وهو ما يستغرق بعض الوقت.
وتم إنقاذ امرأتين من أفراد الطاقم بعد وقت قصير من الحادث، وهما تتلقيان العلاج في مستشفى في مدينة موكبو.
كان على متن الطائرة التي كانت في طريقها من بانكوك 181 شخصا، بينهم ستة من أفراد الطاقم. وكان معظم الركاب من الكوريين، باستثناء اثنين من التايلانديين.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها محطات تلفزيونية محلية أن الطائرة كانت تحاول الهبوط دون الاستعانة بالعجلات، لتنحرف عن المدرج وتصطدم بجدار خرساني قبل أن تنفجر وتشتغل فيها النيران. وقد دُمرت الطائرة بشكل كامل تقريبا بسبب الانفجار.
ويشتبه المسؤولون في أن عطلًا في عجلات الهبوط، ربما بسبب الاصطدام بطيور، هو السبب وراء الحادث. وبدأوا تحقيقًا في الموقع لتحديد السبب الدقيق.
وأمر الرئيس المؤقت تشوي سانغ-موك، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، المسؤولين ببذل كل الجهود اللازمة لعمليات الإنقاذ. وقال مسؤولون إنه في طريقه إلى موقع الحادث.
وقال المكتب الرئاسي إنه سيعقد اجتماعًا طارئًا لكبار المسؤولين في الساعة 11:30 صباحًا لمناقشة الاسجابة الحكومية على حادث تحطم الطائرة. وسيرأس الاجتماع رئيس مكتب السكرتارية الرئاسي جونغ جين-سوك.
كما أمر القائم بأعمال مفوض عام وكالة الشرطة الوطنية لي هو-يونغ المسؤولين بتعبئة جميع الموارد المتاحة والعمل مع رجال الإطفاء والوكالات الأخرى ذات الصلة للمساعدة في جهود الإنقاذ.
اللحظات الأخيرة
أفاد شهود عيان على حادث تحطم الطائرة المميت الذي وقع في بلدة موأن جنوب غرب كوريا الجنوبية اليوم الأحد بأنهم رأوا ألسنة اللهب تتصاعد في محرك الطائرة وسمعوا عدة انفجارات قبيل الحادث.
وانحرفت رحلة طيران جيجو إير عن المدرج أثناء هبوطها واصطدمت بجدار سياج في مطار موأن الدولي في بلدة موأن بإقليم جنوب جولا، على بعد حوالي 288 كيلومترًا جنوب غرب سول، وفقا لوكالة يونهاب.
وتظهر مقاطع الفيديو التي بثتها محطات التلفزيون المحلية الطائرة وهي تحاول الهبوط دون استخدام عجلات الهبوط.
وقال يو جيه-يونغ (41 عامًا) الذي كان في بيت ضيافة مؤقت لقضاء إجازة بالقرب من المطار، إنه رأى شرارة بالجناح الأيمن للطائرة قبل تحطمها.
وأضاف “لقد أخبرت عائلتي أن هناك مشكلة في الطائرة عندما سمعت صوت انفجار قوي”.
وقال شاهد آخر ولقبه “جو” إنه كان يتنزه على بعد 4.5 كيلومترات من المطار عندما وقع الحادث.
سلسلة من الانفجارات
وأضاف “رأيت الطائرة تهبط واعتقدت أنها كانت على وشك الهبوط عندما لاحظت وميضًا من الضوء”، “ثم حدث انفجار مدوٍ أعقبه تصاعد الدخان في الهواء، ثم سمعت سلسلة من الانفجارات”.
وقال شاهد آخر يدعى كيم يونغ-تشيول (70 عاما) إن الطائرة فشلت في الهبوط في المحاولة الأولى وارتفعت قليلا مرة أخرى قبل تحطمها.
ويتذكر كيم أنه سمع صوت “خدش معدني” مرتين قبل حوالي خمس دقائق من التصادم.
وأضاف أنه نظر إلى السماء ورأى الطائرة تحلق لأعلى بعد فشلها في الهبوط، قبل أن يسمع “انفجارا قويا” ويرى “دخانا أسود يتصاعد في السماء”.
ويعتقد المسؤولون أن عطلًا في مجموعة أجهزة الهبوط، بسبب الاصطدام بطائر، ربما يكون هو السبب في وقوع الحادث. وبدأت الشرطة وسلطات الإطفاء تحقيقا في موقع الحادث لتحديد السبب الدقيق.
منطقة كوارث خاصة
وأعلن الرئيس المؤقت تشوي سانغ-موك اليوم الأحد تحديد بلدة موأن الواقعة في جنوب غرب البلاد كمنطقة كوارث خاصة مؤهلة للحصول على دعم الدولة في أعقاب الحادث المميت.
وأعلن “تشوي” عن ذلك بعد وصوله إلى مطار موأن الدولي في بلدة موأن على بعد 288 كيلومترا جنوب غرب سول.
وقالت سلطات مكافحة الحرائق إنه باستثناء شخصين تم إنقاذهما من الحادث، يفترض أن جميع من كانوا على متن الطائرة المنكوبة لقوا حتفهم.
وذكر الرئيس المؤقت خلال اجتماع حكومي عقد في موأن “ستركز الحكومة جميع القدرات المتاحة للتعامل مع الحادث ودعم أسر الضحايا وستخصص جميع الموارد الضرورية من خلال مقر مكافحة الكوارث والسلامة المركزي”.
وأضاف “سنحقق بدقة في سبب الحادث ونضع تدابير وقائية لتجنب وقوع حوادث مماثلة في المستقبل”.
وأمر الرئيس المؤقت الوكالات ذات الصلة باستخدام كل المعدات والأفراد والبنية الأساسية المتاحة “لإنقاذ ولو حياة واحدة أخرى”، حسبما ذكر مكتبه.
ويشغل تشوي منصب الرئيس المؤقت منذ يوم الجمعة، بعد أن صوتت الجمعية الوطنية على عزل رئيس الوزراء هان دوك-سو، الذي تم تعليق مهامه بعد أقل من أسبوعين من توليه منصب الرئيس بالوكالة عن الرئيس يون سيوك-يول في 14 ديسمبر.