استحوذت أسود قصر النيل وعدد من التماثيل والقطع الأثرية المنتشرة في الميادين العامة بالقاهرة على اهتمام عدد كبير من المصريين خلال الساعات الماضية حيث وجهوا انتقادات إلى طريقة الصيانة التي تقوم بها الجهات المختصة لهذه القطع الأثرية معربين عن استيائهم من تشويه ملامح أسود قصر النيل مؤكدين أن عددًا من التماثيل الأثرية طمست ودهنت بشكل غير مهني وغير احترافي. كما أعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن خوفها من أعمال الصيانة التي أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار لافتة إلى إنه لوحظ استخدام "الرولة" في دهان التماثيل البرونز وهذا خطأ كبير ومخالف للقواعد العلمية والفنية لأعمال الصيانة مشددة على أن هذه الطريقة تفقد التماثيل قيمتها الفنية وتشكل ما يشبه "الطمس" لخامة البرونز مؤكدة أن صيانة التماثيل البرونزية لا تتم بالطرق التقليدية إنما بطرق أكثر دقة لإزالة الأتربة الملتصقة فقط دون استعمال "ورنيشات ومواد ملمعة" تفسد على المستوى البصري والتقني. أسود قصر النيل من جانبه قال جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار اليوم الثلاثاء أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار بطلاء تماثيل أسود كوبري قصر النيل باللون الأسود أثناء أعمال الصيانة عار تماماً من الصحة. وأشار مصطفى إلى أن تماثيل أسود كوبري قصر النيل ليست في عداد الآثار المسجلة وأن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم المجلس بتنفيذها بها حاليًا تأتي في إطار التعاون مع محافظة القاهرة ورغبتها في الاستعانة بالخبرات الموجودة في المجلس في مجال الترميم لتنظيف وصيانة التماثيل الموجودة بالميادين والحدائق العامة بالمحافظة بهدف إظهار هذه الميادين بالشكل اللائق وإضفاء الشكل الحضاري والجمالي عليها. المجلس الأعلى للآثار وأوضح مصطفى أن أعمال تنظيف هذه التماثيل اقتصرت فقط على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة وغازات التلوث الجوي فقط بالإضافة إلى وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية من أشعة الشمس والأتربة والهواء ومياه الأمطار مؤكداً أنه لم يتم إطلاقاً استعمال ورنيش أو أي مواد ملونة أو ملمعة أدت إلى تغير لونها كما أشيع. وبين مصطفى إنه خلال أعمال الصيانة لم يتم رصد أي ترسبات لنواتج الصدأ وذلك بسبب خضوع هذه التماثيل لأعمال التنظيف الدورية التي يقوم بها المجلس الأعلى للآثار على فترات متقاربة منذ بدء قيامه بذلك في عام 2021 حيث كان يتم عزلها كل مرة ما أدى إلى تمتعها بحالة جيدة من الحفظ وعدم إصابتها بالصدأ أو التآكل. تراث مصر الحضاري وأكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم بها فريق العمل من مرمّمي المجلس تتم بدقة وحرص شديد ووفقاً للقواعد العلمية والفنية المتبعة والمتعارف عليها مشدداً على أن "هذه التماثيل ذات قيمة فنية وتاريخية عظيمة فهي جزء من تراث مصر الحضاري والثقافي والتاريخي" مطالبًا مرتادي وسائل التواصل بضرورة تحري الدقة قبل نشر أية معلومات مغلوطة قد تتسبب في إثارة البلبلة والرأي العام. ويعود تاريخ تماثيل أسود قصر النيل الأربعة إلى أواخر القرن التاسع عشر وقد أبدعها الفرنسي الشهير هنرى جاكمار بطلب خاص من الخديوى إسماعيل حيث زين اثنان من الأسود مدخل ومخرج الكوبري لتصبح أحد أبرز رموز القاهرة حتى وقتنا هذا. أما تاريخ كوبري قصر النيل فيعود لعهد الخديوي إسماعيل حيث اكتمل بناؤه عام 1871 ليكون أول جسر يمر فوق النيل في مصر بالقرب من ميدان التحرير الذي كان معروفًا حينها باسم "ميدان الإسماعيلية".