تحل اليوم الأربعاء الذكرى العاشرة على رحيل الفنان خالد صالح، الذي قدم طول مشواره الفني أدوارا وأعمالا نجح من خلالها أن يحفر اسمه في بأحرف من نور في سجل الفن المصري، أشهرها “تاجر السعادة”، و”تيتو”.
كان الفنان الراحل خالد صالح، يختار الأدوار الصعبة والتي يناقش من خلالها العديد من القضايا لتظل عالقة في أذهان جمهوره حتى بعد وفاته.
من هو خالد صالح؟
خالد صالح، ممثل مصري ولد في مركز ومدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة عام 1964، بدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة ومسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية، واستمر في ذلك فترة طويلة بجانب ممارسته لأعماله التجارية الخاصة.
تفرغ خالد صالح تمامًا للتمثيل في عام 2000 وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ففي عام 2001 شارك في الفيلم الكوميدي النقدي (خلي الدماغ صاحي) وسط بطولة جماعية، ولفت إليه الأنظار بشدة في فيلم (محامي خلع) عام 2002، حيث ظهر في مشهد صغير بالفيلم في دور القاضي، لكنه أدى الدور بشكل مبتكر وبسيط ومتميز بشدة. وسرعان ما سطع نجمه بقوة، واشتهر بأداء أدوار الشر والأدوار المعقدة.
أهم أعمال خالد صالح
من أهم أعماله السينمائية (تيتو، عمارة يعقوبيان، ملاكي إسكندرية، عن العشق والهوى، ابن القنصل)، وأهم أفلامه على الإطلاق هو فيلم (هي فوضى) من بطولته المطلقة، والذي تم إنتاجه عام 2007 من إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف.
عمل أيضا في التليفزيون، ومن أهم مسلسلاته (حلاوة الروح، الريان، تاجر السعادة، بعد الفراق، سلطان الغرام).
آخر أعمال خالد صالح السينمائية كان (الجزيرة 2) عام 2014، وهو الجزء الثاني من فيلم (الجزيرة) المأخوذ عن أحداث حقيقية، والذي تم إنتاجه عام 2007 وكان من بطولة صديقيه أحمد السقا وخالد الصاوي.
مرض خالد صالح
وكان صالح في شبابه، قد شعر بآلام حادة في قلبه، وعرف أنه مصاب بمرض وراثي في القلب، ولا يقوى على تحمل أي أعباء أو مجهود، ولكنه لم يستسلم، وخضع لجراحة ناجحة، وواصل نشاطه الفني، من دون اكتراث بنصائح الأطباء بعدم التعرض للإجهاد الشديد.
وفي عام 2010، تعرّض “تاجر السعادة” لأزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير مسلسل “موعد مع الوحوش”، وعانى آلاماً حادة في منطقة الصدر، وتكرّر الأمر خلال تصوير مسلسله الأخير “حلاوة الروح”، وحاول إخفاء تعرُّضه لبعض المتاعب الصحيّة التي أُدخِل على إثرها مركز أمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية قلب مفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب.
توفي خالد صالح في 25 سبتمبر عام 2014 بعد تدهور حالته الصحية عقب إجرائه عملية قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان.
كيف ودعه أصدقائه؟
وقع خبر وفاة خالد صالح كالصاعقة على الوسط الفني وجمهوره، وخيّمت حالة من الصدمة والحزن الشديد، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور فرعون التمثيل، وأشهر العبارات التي قالها في الأفلام والمسلسلات التي شارك في بطولتها.
وعبَّر نجوم الفن والجمهور من خلال صفحاتهم عن الحزن البالغ لفقد إنسان طيب وقامة كبيرة على الصعيدين الإنساني والفني.
خالد صالح وعمارة يعقوبيان
وكشف عدد من النجوم أجمل ذكرياتهم مع هذا النجم الراحل، منهم الزعيم عادل إمام، الذي شارك خالد صالح في بطولة فيلم “عمارة يعقوبيان” عام 2006.
ونشر الزعيم صورة لصالح على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، وعلَّق عليها قائلًا: “وداعًا خالد صالح، إنا لله وإنا اليه راجعون”، ليتلقى آلاف التعليقات من جمهوره يعبّرون عن حزنهم الشديد بعد علمهم بهذا الخبر.
لماذا يرفض نجله تجسيد سيرته؟
وعن إمكانية تجسيد حياته في عمل فني، أكد نجله الفنان أحمد خالد صالح، أنه يفضل أن تظل ذكرى والده مرتبطة بحكايات الناس وتجاربهم معه، بدلاً من أن يتم تصويرها من خلال عمل فني.
وأوضح نجل الراحل، أن تجسيد قصة حياة والده قد يحد من تلك الحكايات الإنسانية التي يعيشها الناس ويشاركونها.
وعبّر عن رغبته في أن تبقى تلك الذكريات مرتبطة بالأعمال الإنسانية التي قام بها والده، مما يمنحها عمقًا أكبر.
