سلايدرعالم

وسط تبادل الاتهامات.. اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان “الهش” على المحك

تدهور الوضع الأمني في جنوب لبنان ليل أمس، على نحو متدرج، مع معاودة جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله تبادل القصف بعد تبادل الاتهامات بالانتهاكات، ما وضع اتفاق وقف إطلاق النار الهش على المحك، إذ لم يكد يمر أسبوع على دخوله حيز التنفيذ.

وسارع المسؤولون اللبنانيون إلى التنبيه من خطر سقوط الاتفاق، خاصة وأن انفجار الصراع العسكري في الجنوب انطلق من مزارع شبعا في الثامن من أكتوبر 2013، وذلك ما كرره البارحة حزب الله في أول خرق لوقف النار ردًا على إسرائيل بقصف مواقعها في المزارع، رغم تأكيد بيانه أنه دفاع مشروع عن النفس وتحذير لإسرائيل من معاودة الحرب.
وكانت السلطات اللبنانية ذكرت في وقت سابق الاثنين أن شخصين آخرين استشهدا في ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان.

جاءت أحدث الضربات بعد وقت قصير من اتهام حزب الله إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاقه صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، فيما أسماه الحزب “ردا دفاعيا أوليا تحذيريا”.
وأبلغ سكان في بيروت رويترز أيضًا بأنهم سمعوا طائرات مسيرة تحلق على ارتفاع منخفض في وقت متأخر من المساء.
ويهدد تبادل إطلاق النار بانهيار الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الطرفين بعد أقل من أسبوع من دخولها حيز التنفيذ.

وتمنع الهدنة إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية هجومية في لبنان، بينما تلزم لبنان بمنع الجماعات المسلحة، بما في ذلك حزب الله، من شن هجمات على إسرائيل.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لم تقع إصابات جراء إطلاق حزب الله صاروخين، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توعد برد “قوي”.

وقال حزب الله إن إطلاق الصاروخين جاء ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للهدنة. وكانت هذه أول عملية تعلن عنها الجماعة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي.

ردود الفعل السياسية

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكا من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت قذيفتي مدفعية صوب بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، بينما استهدفت نيران بنادق آلية كثيفة بلدة يارون. وأضافت الوكالة أن الواقعتين لم تسببا إصابات.

ودعا بري في بيان أصدره مكتبه اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار إلى بدء عملها “بشكل عاجل” و”إلزام” إسرائيل بوقف انتهاكاتها.

فترات هشة

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر “نحن نتعاون من خلال آلية مع فرنسا وإسرائيل ولبنان للتحقيق في التقارير المتعلقة بالانتهاكات ومعالجتها”.

وأضاف “ميلر” أن الفترات الأولى في وقف إطلاق النار غالبًا ما تكون هشة لكنها نجحت على نطاق واسع في الحد من العنف.

تحذير إسرائيلي للبنان

وحذر وزير دفاع جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، لبنان بقوله: “إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك استثناء لدولة لبنان.. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من الاستجابة وعدم التسامح مطلقا”.

وحث كاتس الجيش اللبناني على “فرض وقف إطلاق النار”، و”إبعاد حزب الله عن نهر الليطاني”، مشيرًا إلى أنه “إذا انهار الاتفاق لن نفرق بين لبنان وحزب الله”، على حد قوله.

وأشار كاتس إلى إطلاق الصواريخ الليلة الماضية على مستوطنة جبل دوف، قائلا إنه “كان الاختبار الأول”، مضيفًا “لقد كان رد فعلنا قويا ولن نسمح لحزب الله بالعودة إلى الأساليب القديمة. ما كان لن يكون”.

أمريكا تحث إسرائيل على عدم ضرب بيروت

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن أن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على ضبط النفس والامتناع عن ضرب بيروت بعد إطلاق حزب الله صواريخ على طول الحدود.

وعلمت الصحيفة من مصادر لها، أن المسئولين الأمريكيين طلبوا من إسرائيل تجنب “الرد غير المتناسب” والامتناع عن ضرب بيروت، كما دعت الولايات المتحدة لبنان إلى عدم التصعيد وتعريض وقف إطلاق النار للخطر.

الاتفاق على المحك

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن عودة تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان وضع الهدنة بينهما والتي تم تفعيلها قبل أيام قليلة، على المحك.

وقالت الصحيفة – (في سياق مقال تحليلي) -إن إسرائيل قصفت عشرات الأهداف في أنحاء لبنان مساء أمس الإثنين، فيما أطلق حزب الله صواريخ على أراض تسيطر عليها إسرائيل، في تبادل لإطلاق النار وضع الهدنة بين الجانبين تحت ضغط شديد.

وأضافت الصحيفة أن “التصعيد الأخير كشف هشاشة الاتفاق، الذي أثار الآمال في إنهاء أعنف مواجهة بين الجانبين منذ عقود، وبموجب شروط وقف إطلاق النار، من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان على مدى 60 يومًا وأن يحل محلها الجيش اللبناني بينما يُطلب من حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، الذي يمتد حتى 30 كيلومترًا شمال الحدود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *