في إطار مشاركته في المعرض السياحي الدولي FITUR 2025 الذي أقيم في إسبانيا، أعلن وزير السياحة والآثار، الدكتور شريف فتحي، عن سلسلة من الإجراءات والتسهيلات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز حركة السياحة في مصر، خصوصًا في مدينتي الأقصر وأسوان خلال الصيف المقبل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش المعرض، والذي حضره عدد من ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية والأمريكية اللاتينية.
وأوضح الوزير خلال المؤتمر أن مصر تشهد تطورًا ملحوظًا في قطاع السياحة، حيث أضافت 15 فندقًا عائمًا جديدًا إلى البنية الفندقية في عام 2024، مما يزيد من القدرة الاستيعابية للسياح.
وأشار إلى أن 93% من هذه الفنادق هي من فئة الخمس نجوم، ما يعكس التوجه نحو تحسين جودة الخدمات السياحية في البلاد.
من أبرز القرارات التي أعلن عنها الوزير، تقديم تأشيرات مجانية للسياح الذين يسافرون عبر شركات الطيران المصرية مباشرة إلى الأقصر أو أسوان خلال فترة الصيف المقبلة، التي تمتد من مايو حتى أكتوبر.
يأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة المصرية لجذب المزيد من السياح إلى المناطق السياحية الهامة في جنوب البلاد، خاصة في ظل الانخفاض النسبي في حركة السياحة العالمية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة.
وفي سياق متصل، تحدث الوزير عن أهمية المتحف المصري الكبير الذي من المنتظر أن يكون واحدًا من أبرز معالم السياحة في مصر، وأوضح أن المتحف الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة، يجري تشغيله جزئيًا حاليًا على أن يتم افتتاحه بالكامل في العام الجاري.
المتحف الذي يُقام على مساحة 500 ألف متر مربع، يضم 12 قاعة عرض رئيسية، ويمثل رحلة استثنائية عبر التاريخ المصري القديم، بدءًا من 7000 قبل الميلاد وحتى 394 ميلادي.
من المقرر أن يعرض المتحف أيضًا مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، وهي المرة الأولى التي يتم فيها عرض هذه القطع بشكل كامل.
من المتوقع أن يكون المتحف المصري الكبير واحدًا من أكبر عوامل جذب السياح إلى مصر، حيث سيعرض مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تبرز عراقة الحضارة المصرية القديمة. وبالإضافة إلى ذلك، أكد الوزير أن المتحف سيكون متاحًا للزوار من خلال عدة وسائل نقل، حيث يمكن الوصول إليه عبر مطار سفنكس الدولي، كما سيتم تشغيل خط مترو جديد يربط المتحف بالمناطق المحيطة به. كما يتم التخطيط لإنشاء فنادق جديدة في المنطقة المحيطة لتلبية احتياجات الزوار.
تأتي هذه الخطوات في وقت حاسم بالنسبة لمصر التي تسعى إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة، وتعكس رغبة الحكومة المصرية في تطوير البنية التحتية السياحية لتلبية الطلب المتزايد من السياح. رغم التحديات التي يواجهها قطاع السياحة العالمي، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والجائحة، إلا أن مصر ما تزال تستثمر في تطوير معالمها السياحية، مما يعكس التزامها باستعادة مكانتها كمقصد سياحي عالمي.