أخر الأخبار الجانبيةفن وثقافة

وداع مؤثر من الفنانين.. «لطفي لبيب».. بطل الحرب والكوميديا

برحيله، تفقد الساحة الفنية صوتًا هادئًا، وأداءً صادقًا، ووجهًا ارتبط بالبساطة والدفء وخفة الظل. في وداعٍ حزين، غيّب الموت، صباح الأربعاء، الفنان القدير لطفي لبيب، أحد أبرز الوجوه المحبوبة في السينما والدراما المصرية، بعد مسيرة فنية طويلة امتدت لعقود، ترك خلالها بصمة لا تُنسى في قلوب الجمهور.

وقد أعلنت أسرته خبر الوفاة وسط حالة من الحزن في الوسط الفني وبين محبيه، بينما بدأت ردود الفعل تتوالى على مواقع التواصل الاجتماعي، ناعية فنانًا رحل جسدًا وبقي أثره في الذاكرة.

قدمت النجمة يسرا تعازيها بكلمات رقيقة جاء فيها: إنا لله وإنا إليه راجعون… خالص عزائي في وفاة الفنان الكبير والإنسان الجميل لطفي لبيب. ربنا يرحمك ويجعل مثواك الجنة، ويمنح عائلتك ومحبيك الصبر والسلوان.”

وعبّر الفنان كريم عبد العزيز عن حزنه قائلًا: “وداعًا أستاذ لطفي لبيب، الله يرحمك يا رب. تشرفت بالعمل معك كثيرًا، كنت دائمًا الفنان الخلوق والمثقف. اللهم اغفر له وارحمه.”

وكتب الفنان بيومي فؤاد عبر حسابه: “إنا لله وإنا إليه راجعون… يا ألذ لطف وأذكى لبيب، لك الرحمة والمغفرة يا حبيب. هتوحشنا، حتى من غير ما نقدر نشوفك، لكنك هتفضل باقي بينا بأعمالك ومحبة الناس وذكرياتك الجميلة. لروحك السلام.”

واختتم الفنان محمد هنيدي بكلمات وداع قصيرة ومؤثرة: “لا حول ولا قوة إلا بالله… البقاء لله. مع السلامة يا صديقي، مع السلامة يا عم لطفي. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

ولد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947 بمحافظة بني سويف، في قلب الصعيد المصري، لم تكن حياته طريقًا مفروشًا بالأدوار ولا الأضواء، وتخرج في كلية الآداب أولاً، ثم اتجه لدراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1970، وشارك بعدها في حرب أكتوبر 1973، وظل يحتفظ بتلك التجربة كوسام على صدره، حتى كتب عنها لاحقًا في كتابه “الكتيبة 26”.

بدأ لطفي لبيب مسيرته السينمائية في منتصف الثمانينيات، لكنه لم يُنظر إليه يومًا كممثل مبتدئ. منذ ظهوره الأول، بدا وكأنه يعرف تمامًا ما يريده، فلم يعتمد على الوسامة، بل على موهبة حقيقية وفهم عميق لفن التمثيل، كان يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، بهذا الحس الصادق في التمثيل أتقن أدوارًا تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا مثل: الأب، الموظف البسيط، الضابط، الجار الطيب، المدير، أو الصديق الذي يحمل الحكمة بهدوء.

وشارك لبيب في مئات الأعمال ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، لكن كثيرين يذكرونه بشكل خاص في أفلام مثل: “السفارة في العمارة”، و”عسل أسود”، و”محامي خلع”، و”مرجان أحمد مرجان”.

وفي التلفزيون، كانت لمساته واضحة في مسلسلات مثل: “الخواجة عبد القادر”، “راجل وست ستات”، و”الكبير أوي” وغيرها من الأعمال التى مازالت تحفر في قلوب المشاهدين.

في عام 2020، أعلن لطفي لبيب اعتزال التمثيل لأسباب صحية، بعد إصابته بجلطة أثرت على قدرته على الحركة. ورغم أنه لم يظهر كثيرًا بعدها، ظل الجمهور يتحدث عنه وكأنه حاضرًا.

نُقل الفنان الراحل لطفي لبيب، خلال الأيام الماضية، إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة أدت إلى تدهور حالته بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة، قبل أن يرحل عن عالمنا في سلام عن عمر77 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *