مصر

هل تودّع الإسكندرية حي المكس قريبًا؟

شهدت محافظة الإسكندرية ليلة استثنائية من الطقس العنيف، حيث ضربت المدينة موجة من الأحوال الجوية السيئة تمثلت في برق ورعد كثيف وتساقط كثيف للثلوج استمر لأكثر من ساعة، عاش خلالها أهالي المدينة حالة من الرعب والقلق، خشية أن يحدث سيناريو الغرق الذي طالما طارد “عروس البحر الأبيض المتوسط”.

رعب الطقس وقلق الغرق

 

لم تكن الليلة الماضية مجرد تقلب جوي اعتيادي، بل حملت معها مشاهد غير مألوفة للإسكندرانية، حيث غطت الثلوج الشوارع، وأضاءت الصواعق السماء في مشهد نادر الحدوث، دفع السكان لطرح السؤال مجددًا: هل يمكن أن تغرق الإسكندرية؟ وهل نحن بصدد فقدان أحياء بأكملها؟

 

حي المكس في عين الخطر

 

يعد حي المكس واحدًا من أكثر المناطق المهددة بالغرق في الإسكندرية، بسبب موقعه المنخفض بالقرب من البحر، وتدهور البنية التحتية، ووجود العديد من المساكن العشوائية المحاذية للمياه. وسبق أن تعرض الحي في عام 2015 لحادث شهير بعد موجة أمطار غزيرة تسببت في انهيارات وموتى، لتكشف عن هشاشة جاهزية المنطقة لمواجهة مثل هذه الكوارث.

 

ومنذ ذلك الحين، تحذر تقارير بيئية وعلمية من احتمالية تعرض المكس لمخاطر مضاعفة مع استمرار ظاهرة التغير المناخي وارتفاع منسوب سطح البحر، ما يجعله “بؤرة خطر” حقيقية وسط المدينة.

 

تحذيرات بيئية مستمرة

 

تشير توقعات علمية إلى أن الإسكندرية ستكون من أوائل المدن المهددة بفقدان أجزاء منها تحت سطح البحر بحلول منتصف القرن، إن لم تتخذ إجراءات عاجلة وموسعة لتأمين السواحل وتحسين البنية التحتية.

 

 

في ظل هذه التحديات، تتزايد المطالب الشعبية والبيئية بإعادة النظر في خطط التنمية بالمناطق الساحلية، وعلى رأسها حي المكس. ويُطرح السؤال بإلحاح: هل ستتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان، أم أن المكس سيصبح أول ضحايا المناخ في مدينة عمرها آلاف السنين؟

 

 

وكان تقرير البنك الدولي عام 2014 قد حذّر من أن مدينة الإسكندرية تُعد من أكثر المدن الساحلية عُرضة للغرق بفعل ارتفاع منسوب سطح البحر، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحماية الشريط الساحلي.

 

وهو ما أكدته تقارير لاحقة صادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والتي صنّفت دلتا النيل ضمن أكثر المناطق هشاشة أمام التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن أي ارتفاع بمقدار نصف متر في مستوى البحر قد يُغرق مساحات شاسعة من الإسكندرية والمناطق المجاورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *