شهدت محافظة أسوان الأسبوع الماضي، ظهور مرض مفاجئ وغامض، بعد تدفق عدد كبير من المواطنين تخطى عددهم 200 شخص، على 4 مستشفيات، بأعراض تشبه النزلة المعوية، ما أثار حالة من الجدل بين المواطنين.
ودفعت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي بإرسال فريق طبي لتقصي المرض في مناطق أبو الريس ودراو في أسوان، ومعرفة أسبابه والعمل على حلها.
ما القصة؟
ورصدت السلطات الطبية تعرض الكثير من السكان في مناطق أبو الريس ودراو في أسوان بحالات نزلات معوية وغثيان وقيء مفاجئ، لتتحرك الفرق الطبية إلى المستشفيات ومحطات المياه لمحاولة معرفة أسباب هذه الحالات، وفحص العينات لمعرفة إن كانت ملوثة أم لا!.
وعلى الفور وعقب شكاوى المواطنين في أسوان من المشكلة، أصدر رئيس الوزراء توجيها عاجلا بتحرك جميع أجهزة الدولة المعنية للوصول إلى المصدر الأساسي المسبب لهذه الأعراض، وتقديم كل الدعم للمرضى.
تحرك عاجل من “الصحة”
قالت وزارة الصحة، إنها رصدت خلال الأيام الماضية، زيادة في أعداد المرضى المترددين على المستشفيات بمحافظة أسوان، من المصابين بأعراض “إسهال وغثيان وقيء”.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور حسام عبدالغفار، في بيان، أنه تم رصد زيادة في أعداد المرضى، وتم إرسال فريق طبي برئاسة نائب الوزير للطب الوقائي، للتحرك في 3 مسارات، هي التأكد من سلامة مياه الشرب ومناظرة الحالات في المستشفيات، والمرور على الباعة الجائلين وأماكن تقديم الطعام.
وأوضح أنه تم أخذ عينات من 103 محطات لمياه الشرب ومن منازل الحالات التي ظهرت بها الأعراض، ولم تُظهر الفحوصات الأولية أي تغير مرتبط بوجود بكتيريا أو تغير مايكروبيولوجي، كما ناظر الفريق الطبي، الحالات المرضية المحتجزة في المستشفيات، كما تم المرور على أماكن تقديم الطعام باعتبار أن الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، غالبا من تنتقل من خلال المياه والطعام.
زيارات ميدانية
ولفت بيان الوزارة، إلى أنه تم المرور على بعض المنازل في بعض القرى بإدارة دراو، وتم مقابلة الأهالي والتحدث معهم للوقوف على الوضع الحالي بهذه المناطق، وكذلك تقديم التوعية اللازمة لهم، كما تم التحدث مع بعض المواطنين بعد صلاة الجمعة أمس بإحدى المساجد، لشرح الوضع الصحي وطمأنتهم.
وانخفض عدد المرضى المحتجزين في المستشفى إلى 25 حالة، بدلا من 63 تم حجزهم في البداية، بخلاف عدد آخر تم تقديم العلاج لهم وخروجهم لاستكماله في المنزل.
لا ارتباط وبائي بين المصابين
وكانت الوزارة أكدت في بيان سابق، أن الدلائل الأولية التي رصدها الفريق الطبي، تشير إلى عدم ظهور -حتى الآن- ارتباط وبائي لجميع الحالات، حيث إن غالبيتها من منطقتي أبو الريش بحري ودراو، ولكل منهما محطة مياه منفصلة.
ويوم الخميس الماضي، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أن مستشفيات أسوان استقبلت 200 حالة تقريبا، لكن معظمهم خرج بعد تلقيه العلاج.
محافظ أسوان يحسم الجدل
بدوره، حسم اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، الجدل الدائر بشأن تلوث مياه الشرب في المحافظة، مؤكدًا أن فرقًا فنية من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ووزارة الصحة، أجرت فحصًا لـ مياه الشرب بالمحافظة، مؤكدًا أن تلك الفرق أكدت عدم وجود أي شبهة لتلوث مياه الشرب.
كما أكد أن ما يثار بشأن ارتباط الوفيات بتلوث مياه الشرب بالمحافظة عارٍ من الصحة تمامًا، وهي بمثابة شائعات منتشرة فقط على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح محافظ أسوان، في تصريحات صحفية، أن المحافظة تحركت وراجعت جميع محطات مياه الشرب والمرشحات لإجراء التحاليل المعملية، والتي أثبتت عدم تلوثها.
وأشار المحافظ إلى وفاة 5 حالات مؤخرًا بالمحافظة، مرجعًا ذلك لأسباب طبيعية من بينها المعاناة من أمراض مزمنة مثل القلب.
