
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، على أمل التوصل لاتفاق هدنة جديدة بشأن القطاع المنكوب جراء الحرب التي دخلت عامها الثاني.
وأعلنت إسرائيل مساء أمس السبت أنها سترسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
كما أعلنت حركة حماس أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا” في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لقد تم إبلاغنا الليلة الماضية بالتغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على المقترح القطري وهي غير مقبولة لإسرائيل”.
تفاصيل المقترح الجديد
وبحسب مصدرين فلسطينيين مطلعين على النقاشات، فإن المقترح الأمريكي “يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين”.
من بين 251 محتجزًا، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وأشار المصدران لوكالة “رويترز”، إلى أن حماس تطالب بتحسين آلية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وبضمانات تكفل عدم استئناف القتال خلال المفاوضات، وباستئناف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها إدارة توزيع المساعدات الإنسانية.
اتفاق مرتقب
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، غدًا الاثنين، إنه “قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة” الأسبوع المقبل.
وسئل ترامب في الطائرة الرئاسية إن كان متفائلا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس فأجاب “كثيرا”، مشيرًا رغم ذلك إلى أن “الأمر يتغير بين يوم وآخر”.
وتعليقا على إبداء الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ترامب “هذا جيد، لم يتم إبلاغي بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئا بشأن غزة”.
جهود مصرية
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي ناقش عبر الهاتف مع الموفد الأمريكي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف “تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين والأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع، والتحضير لعقد اجتماعات غير مباشرة بين الطرفين المعنيين للتوصل لاتفاق”.
بن جفير وسموتريتش يعرقلان الاتفاق
إلى ذلك دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، نتنياهو، إلى الانسحاب من مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي سماه “إطار الاستسلام”.
وفي منشور على منصة “إكس” مساء السبت، طالب الوزير اليميني المتطرف بـ”العودة إلى إطار نصر حاسم”، مضيفًا “الطريق الوحيد لتحقيق نصر حاسم وعودة آمنة لرهائننا هو السيطرة الكاملة على قطاع غزة، والوقف التام لما يسمى المساعدات الإنسانية، وتشجيع الهجرة” من القطاع.
وكان وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، صرح في مؤتمر صحفي، الإثنين، أنه سيعارض أي اتفاقات تتضمن إنهاء القتال في غزة.
وقال سموتريتش: “أؤكد لكم من كل قلبي أن ذلك لن يحدث. أتحدث مع نتنياهو بهذا الشأن ولا أظن أنه في طريقه إلى هناك”.
وأضاف: “إذا فكر أحد في الذهاب إلى هناك، فسيواجه جدارا يمنعه من ذلك”.
اشتباكات في اجتماع الكابينت
اندلعت مشادات كلامية حادة داخل المجلس الأمني الإسرائيلي خلال اجتماع ترأسه نتنياهو، بعدما اتهم سموتريتش الجيش بالفشل في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما استدعى تدخل نتنياهو شخصيًا لاحتواء الموقف.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية “كان”، فقد توجه سموتريتش لرئيس الأركان الفريق إيال زامير قائلًا: “الجيش غير مؤهل لإدارة المساعدات الإنسانية. لقد فشلتم فشلًا ذريعًا”، وسط أجواء مشحونة تخللتها صيحات واحتجاجات من عدة وزراء، ما دفع نتنياهو إلى طرق الطاولة بيده أكثر من مرة مطالبًا الجميع بالتحلي بالمسؤولية والتخلي عن الخلافات الشخصية.