عالم

هدنة أمريكية بين إسرائيل وإيران.. هل انتهت الحرب أم بدأت مرحلة جديدة من الصراع؟

في خطوة مفاجئة، أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد أسابيع من تصعيد عسكري خطير هدد بجرّ المنطقة إلى حرب شاملة.

هذا الإعلان، رغم أنه لاقى ترحيبًا دوليًا حذرًا، أثار تساؤلات كبرى حول مستقبل الصراع بين الطرفين، ومدى إمكانية تحوله من حرب مفتوحة إلى حرب باردة أو صراع طويل الأمد على مستويات أخرى.

جذور الصراع

رغم الإعلان عن الهدنة، فإن جذور الصراع بين إسرائيل وإيران لم تُقتلع، بل لا تزال راسخة، حيث تعتبر إيران إسرائيل كيانًا محتلًا وعدوًا استراتيجيًا، بينما ترى تل أبيب في طهران التهديد الأخطر لأمنها القومي، خصوصًا مع التوسع العسكري الإيراني في سوريا ولبنان ودعمها لحركات المقاومة كحزب الله وحماس، والخطر الأكبر المتمثل في برنامجها النووي.

هدنة مؤقتة أم اتفاق دائم

يمكن أن تكون الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة مجرّد استراحة مؤقتة لالتقاط الأنفاس، وليس اتفاقًا دائمًا للسلام، نظرًا لأن المعادلات على الأرض لم تتغير كثيرًا، لا من حيث القدرات العسكرية ولا من حيث الأهداف السياسية، إيران لا تزال ماضية في برنامجها النووي رغم العقوبات والضغوط الغربية، وإسرائيل تؤكد أنها لن تقبل بامتلاك طهران لسلاح نووي تحت أي ظرف.

إعادة تموضع سياسي إقليمي

وعلى الجانب الأخر، يمكن قراءة الهدنة في إطار إعادة تموضع سياسي إقليمي، فالإدارة الأمريكية تسعى لخفض التوتر في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل أزمات داخلية وخارجية متعددة، وتنامي التهديدات في مناطق أخرى مثل أوكرانيا، كما أن الانتخابات المقبلة في إيران وإسرائيل قد تُعيد رسم ملامح القيادة، وتفتح أبوابًا جديدة إما للتصعيد أو للحوار.

في المقابل، تلوح في الأفق سيناريوهات متعددة لمستقبل العلاقة بين الطرفين، أبرزها استمرار الحرب بالوكالة في مناطق النفوذ مثل سوريا والعراق واليمن، حيث تُفضّل القوى الكبرى تقليص كلفة المواجهة المباشرة عبر استخدام أدوات غير رسمية.

صراع التكنولوجيا

يمكن أن تلعب التكنولوجيا أيضًا دورًا متزايدًا في المرحلة القادمة من هذا الصراع، حيث تتجه إسرائيل إلى تطوير قدراتها في الحرب السيبرانية، في مقابل شبكات إلكترونية إيرانية أثبتت قدرتها على تنفيذ هجمات مؤثرة. وبذلك، قد تتحول المعركة إلى ساحات غير تقليدية، يصعب تتبع آثارها أو تحديد أطرافها بشكل مباشر.

مستقبل غامض

في النهاية، تبقى الهدنة المعلنة مجرد محطة في طريق طويل من التوترات بين إسرائيل وإيران، وما لم يحدث تحول جذري في سياسة أحد الطرفين، فإن احتمالات العودة إلى التصعيد العسكري تظل قائمة في أي وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *