تراجعت البورصات العربية بشكل جماعي في ختام تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بتصاعد التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ما ألقى بظلاله على معنويات المستثمرين في أسواق المال الإقليمية.
وسجل مؤشر تاسي السعودي أدنى إغلاق يومي له منذ نوفمبر 2023، وسط موجة بيع شملت معظم قطاعات السوق، حيث تراجع قطاع المواد الأساسية بنحو 2%، في حين فقد سهم مصرف الراجحي أكثر من 1% ليغلق عند مستوى 92.6 ريال.
وفي السياق ذاته، أكد أحمد عبد الفتاح، خبير أسواق المال، أن التوترات الجيوسياسية، خصوصًا عقب دعوة الولايات المتحدة لرعاياها إلى مغادرة بعض مناطق الشرق الأوسط، أحدثت حالة من القلق العارم لدى المستثمرين، ما دفعهم إلى تبني سلوك بيعي واسع النطاق انتقل كعدوى بين مختلف الأسواق العربية، بما في ذلك السوق المصري.
وأضاف عبد الفتاح في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن السوق المصري تأثر بدوره، حيث شهد مؤشر EGX30 تراجعًا حادًا بلغ أكثر من 423 نقطة، مسجلًا بذلك أكبر هبوط يومي منذ 7 مايو الماضي، في ظل تصاعد المخاوف من تأثيرات التوترات الإقليمية على الاستقرار الاقتصادي.
وأشار إلى أن المؤشر الرئيسي أعاد اختبار منطقة 32200 – 32400 نقطة التي كانت تمثل سقف الحركة العرضية السابقة، قبل أن يغلق مرتدًا منها، ما يرجح احتمال حدوث توازن نسبي خلال الجلسات المقبلة.
وشهدت البورصة المصرية ضغوطًا بيعية ملحوظة وسط مبيعات محلية كثيفة، وأغلق سهم البنك التجاري الدولي – مصر (CIB) منخفضًا بأكثر من 1% عند مستوى 81.5 جنيه، في حين ساد اللون الأحمر معظم شاشات التداول، وسط استمرار حالة الترقب والترقب في أوساط المتعاملين.
واختتم عبد الفتاح تصريحه بالإشارة إلى أن السوق المصري قد يشهد محاولات تعافي في حال تراجع وتيرة التوترات الجيوسياسية، لكن في الوقت الراهن سيظل الحذر هو السائد، مع احتمالية استمرار التقلبات على المدى القصير.
