بعدما كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الأحد، عن احتمال أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال أيام، عقوبات ضد كتيبة “نتساح يهودا” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، توجّهت الأنظار إلى تلك الكتيبة التي خرقت العادات وجعلت الولايات المتحدة تعاقب حليفتها للمرة الأولى.
ففي حال أقرت العقوبات، ستكون هذه أول مرة تتخذ فيها الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة ضد وحدة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
حادثة عمر أسعد
دخلت كتيبة “نيتساح يهودا” في دائرة الضوء بعد وفاة المسن عمر أسعد في يناير 2022، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 78 عاما، حيث توفي بعد اعتقاله عن حاجز تفتيش، تم تكبيل يديه وكمم فمه وتركه الجنود على الأرض في منتصف الليل في ليلة برد قارص، وبعد ساعات قليلة عثروا عليه ميتا، بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”.
بعد التحقيق في الحادث، أعلن جيش الاحتلال أنه كان هناك “فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية”.
في أعقاب الحادثة، تم توبيخ قائد كتيبة “نيتساح يهودا”، كما تم طرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، ليغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون أي محاكمة.
ما هي كتيبة “نتساح يهودا”؟
لطالما كانت كتيبة “نتساح يهودا” محور العديد من الخلافات المرتبطة بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، إلا أنها باتت تتصدر المشهد بعد حديث عن عقوبات أمريكية مرتقبة بحقها بموجب قوانين “ليهي”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وهي وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة في الضفة الغربية المحتلة، أصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية أخرى في جيش الاحتلال.
أُنشات كتيبة “نيتساح يهودا” حتى يتمكن المتدينون المتشددون وغيرهم من الجنود الإسرائيليين من الخدمة دون الشعور بأنهم يعرضون معتقداتهم للخطر.
تعمل كوحدة في الضفة الغربية المحتلة، وتتكون بشكل رئيسي من رجال الحريديم وشباب متطرفين لديهم آراء يمينية متطرفة، ولم يتم تضمينهم في وحدات قتالية أخرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
لا يتفاعل الجنود مع القوات النسائية بنفس القدر الذي يتفاعل به الجنود لذكور، كما يتم منحهم وقتا إضافيا للصلاة والدراسة الدينية، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
شارك أعضاء الوحدة في العديد من حوادث العنف المثيرة للجدل، كذلك أدينوا في الماضي بتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين مشابهة لما حدث مع عمر أسعد.
نقلت إسرائيل الوحدة من الضفة الغربية المحتلة في ديسمبر 2022، رغم أنها نفت أنها فعلت ذلك بسبب سلوك الجنود، ومنذ ذلك الحين خدمت الكتيبة في شمال البلاد.
أمريكا تتوعدها بعقوبات
بدأت الخارجية الأمريكية التحقيق مع الكتيبة أواخر عام 2022 بعد تورط جنودها في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين ولهذا اتخذت قرارها.
وأكد مسؤول أمريكي لموقع “أكسيوس”، أن قرار معاقبة “نتساح يهودا” يستند إلى بحث تم إجراؤه قبل 7 أكتوبر، والذي فحص الأحداث في الضفة الغربية المحتلة.
وستمنع العقوبات نقل الأسلحة الأمريكية إلى وحدة المشاة اليهودية المتشددة إلى حد كبير، وتمنع أيضًا جنودها من التدريب مع القوات الأميركية أو المشاركة في أي أنشطة بتمويل أمريكي، بموجب قانون “ليهي”.
القوانين التي صاغها السيناتور باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تشمل تقديم المساعدة العسكرية للأفراد أو وحدات قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولم يتم تقديمها إلى العدالة.
استياء إسرائيلي
وأعلنت قيادات إسرائيلية عن استنكارها لما تم تداوله، وأثارت الخطة الأمريكية المعلنة ردود فعل لاذعة من المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكتب نتنياهو على منصة “إكس”، أنه “لا ينبغي فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي.. لقد كنت أعمل في الأسابيع الأخيرة ضد فرض عقوبات على المواطنين الإسرائيليين، بما في ذلك في محادثاتي مع الإدارة الأمريكية.. في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا تأتي نية فرض عقوبات عليه!.. هذه هي قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي”، معلنا التزامه بمحاربة هذه الخطوة.