
شهدت سوريا في الآونة الأخيرة تصعيدًا في التوترات مع إسرائيل، حيث شنت الأخيرة سلسلة من الضربات الجوية على أهداف في سوريا، خاصة في محافظتي السويداء ودمشق.
وتأتي هذه الضربات في سياق الصراع المستمر بين إسرائيل وسوريا، وفي ظل هذه التوترات، يبقى الوضع في سوريا معقدًا ومتغيرًا، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في صراع مستمر.
وخلال الأيام الماضية، شهدت محافظة السويداء مواجهات دامية بين عشائر وفصائل محلية، مما دفع الجيش السوري للتدخل، بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان المدينة.
وفي أعقاب ذلك، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ضربات جديدة في دمشق، استهدفت القصر الرئاسي ومقر هيئة الأركان السورية، وخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتبرير هذه الضربات بالقول بأن دولته ملزمة بـ”حماية الدروز”.
من هم الدروز؟
تعد “الدروز” طائفة عربية، ظهرت في القرن 11 ميلادي، ويبلغ عدد أفرادها في الوقت الحالي نحو مليون شخص يعيشون بشكل أساسي في سوريا ولبنان وإسرائيل.
يتركز الدروز في جنوب سوريا في ثلاث محافظات رئيسية قرب هضبة الجولان، ويعيش معظمهم في محافظة السويداء، ويعيش أكثر من 20 ألف درزي في الجولان، التي تسيطر عليها إسرائيل منذ حرب 1967.
ويعتبر معظم الدروز في الجولان أنفسهم سوريين ورفضوا الجنسية الإسرائيلية عندما سيطرت إسرائيل على المنطقة، ولكن منحت لهم بطاقات إقامة إسرائيلية عوضًا عن الجنسية.
وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، تعهد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع باحتواء وحماية جميع الطوائف المكونة للمجتمع السوري، حتى وقوع مواجهات في مناطق تواجد الدروز في محافظة السويداء.
وكان يرغب الجيش السوري في نزع سلاح الفصائل الدرزية ودمجها في الجيش الوطني وهو ما تسبب في توتر العلاقة بينهم وبين الحكومة الجديدة.
تدخل إسرائيل
ومن جانبه، قال مكتب نتنياهو، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل ملزمة بمنع إيذاء الدروز في سوريا، حيث يعيش قرابة 130 ألف درزي إسرائيلي في منطقة الكرمل والجليل شمال إسرائيل.
وعلى عكس الأقليات الأخرى داخل إسرائيل، يجند الرجال الدروز منذ عام 1957 في الجيش الإسرائيلي، وحصل الكثير منهم على رتب عليا في الجيش وأجهزة الأمن الأخرى.