مصر

من القاهرة الي باريس… تعاون علمي دولي يرسم مسار والبحث العلمي

Last Updated on 9 أبريل، 2025 by هايدي أشرف

في إطار الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، شهدت جامعة القاهرة، توقيع اتفاقية تجديد التعاون العلمي بين هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار المصرية (STDF) والسفارة الفرنسية في مصر، حيث جرت مراسم التوقيع برعاية وزيري التعليم العالي والبحث العلمي في البلدين، الدكتور أيمن عاشور عن الجانب المصري، و فيليب بابتيست عن الجانب الفرنسي، بحضور رؤساء جامعات ومراكز بحثية، وكبار المسؤولين من الجانبين.

شراكة تمتد لأكثر من عقد

تُجدد الاتفاقية شراكة بدأت عام 2014، وقد مولت خلال السنوات الماضية عدداً من المشروعات البحثية الاستراتيجية في مجالات الصحة والزراعة والغذاء والطاقة وعلوم الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويأتي هذا التجديد تأكيداً على الاستمرارية والتوسع في دعم الباحثين الشباب، وتوسيع نطاق التعاون ليشمل أولويات جديدة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

ويمثل تجديد اتفاقية STDF–السفارة الفرنسية خطوة مهمة لتعميق التعاون العلمي بين مصر وفرنسا، ويعزز جهود بناء القدرات البحثية للشباب، مما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة عبر مشاريع مبتكرة في قطاعات استراتيجية، ومع استضافة مصر لمزيد من الفعاليات العلمية المشتركة، تتعزز مكانتها مركزاً إقليمياً للابتكار والبحث العلمي.

تعزيز وبناء القدرات

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أيمن عاشور خلال اللقاء إن “تجديد الاتفاقية يُجسد توجيهات القيادة السياسية نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث العلمي، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين المصريين للتعاون مع نظرائهم الفرنسيين، بما يسهم في الارتقاء بالبحث العلمي التطبيقي ومخرجاته لخدمة أهداف التنمية المستدامة في مصر.” وأكد أن هذه الشراكة تعد نموذجاً للتعاون البنّاء في مواجهة تحديات تغير المناخ والأمن الغذائي والطاقة النظيفة، وتعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار.

من جانبه، أعرب فيليب بابتيست عن سعادته “بمستوى التعاون المتميز الذي وصلنا إليه مع مصر، وحرصنا على دعم مرحلة جديدة من المشروعات البحثية التي تعود بالنفع على شعبي البلدين”، مشيراً إلى أن فرنسا تولي أهمية خاصة لتبادل الخبرات العلمية والتقنية مع شركائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

فرص جديدة للشباب

قالت الدكتورة ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، إن “المرحلة الجديدة من التعاون ستوفر فرصاً أكبر لتمويل مشروعات متميزة ترتكز على أولويات الجانبين، وتسهم في بناء قدرات الباحثين الشباب، وتعزيز دور البحث العلمي في معالجة التحديات المجتمعية والتنموية”، وأضافت أن استراتيجية الهيئة ترتكز على دعم التميز والتنافسية والاستدامة في منظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

ملتقى الجامعات المصرية والفرنسية

جرت مراسم التوقيع ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية والفرنسية الذي استضافته جامعة القاهرة، وضم جلسات حوارية وورش عمل ناقشت سبل توسيع التعاون الأكاديمي والبحثي، وتبادل الطلاب والباحثين، وربط مخرجات البحث بسوق العمل والصناعة. كما تخلل الملتقى توقيع عدة مذكرات تفاهم بين جامعات مصرية وفرنسية بهدف تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

فوائد مباشرة لشراكة مصر وفرنسا

وقال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة للبورصجية، ان الشراكة بين مصر وفرنسا تعني تدويل الابتكار والأفكار الإبداعية، وزيادة فرص انتشارها وتطبيقها والاستفادة منها وبناء خبرات ذات طابع عالمي وأكثر انفتاحا على العالم وعلى معطيات العصر والثورة التكنولوجية .

مضيفًا انه لاشك أن أوجه الاستفادة من هذه الشراكة متعددة حيث يستفيد منها الباحثون في تطوير قدراتهم ومهاراتهم البحثية وصقلها والحصول على الدعم المادي والفني اللازم لتطوير أفكارهم الإبداعية وتبادل الخبرات والأفكار والتعاون مع باحثين من اوساط علمية وثقافية مختلفة، كما أن المجتمع نفسه يستفيد بلا شك من نمو وتطور هذه الأفكار الإبداعية بعد وضعها في حيز التطبيق لدعم مسيرة التنمية.

تعزيز مهارات البحث العلمي التطبيقي للطلاب

وذكر حجازي ان البرامج المشتركة بين الدولتين في مجالات الابتكار والبحث العلمي تضمن أولا : الالتزام بالمعايير العلمية وثانيا : إكساب الباحثين مهارات التعاون والعمل العلمي الجماعي على المستوى الدولي وثالثا : بناء خبرات مشتركة ذات طابع دولي، ورابعا : إتاحة الفرصة للباحثين المصريين لتوسيع قاعدة انتشارهم دوليا . وخامسا : إتاحة مزيد من الفرص لإجراء بحوث تعمل على إيجاد حلول لمشكلات محلية بمشاركة باحثين دوليين والاستفادة من تنوع الخبرات والمدارس البحثية في دعم مسيرة التنمية والبحث العلمي والابتكار.

دور مؤسسات القطاع الخاص لدعم نتائج هذه الشراكة

واختتم حجازي ان هذه الجهات هي المستفيد الأكبر من هذه الشراكة وعليها أن تقدم الدعم والتسهيلات اللازمة لأن نتائج هذه الشراكة على سوق العمل ستكون أكبر وإيجابية بشكل كبير جدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *