
في إطار جهودها المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أدخلت السلطات المصرية 166 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع عبر معبري زكيم شمالًا وكرم أبو سالم جنوبًا، وذلك منذ صباح الأربعاء وحتى فجر اليوم الخميس.
ومن المقرر دخول 180 شاحنة إضافية خلال الساعات المقبلة، في دفعة جديدة من المساعدات التي تنسقها الحكومة المصرية والجهات الإغاثية المعنية.
مصر.. محور الإغاثة الأول لقطاع غزة
منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، برزت مصر باعتبارها المركز اللوجستي الرئيسي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتشير البيانات الرسمية، إلى أن نحو 80% من إجمالي المساعدات المقدمة للقطاع جاءت عبر مصر، سواء من الدولة أو منظمات المجتمع المدني أو “الهلال الأحمر المصري”.
وخلال أقل من ثلاثة أشهر، دخلت عبر معبر رفح أكثر من 11,200 طن مساعدات غذائية وطبية وإغاثية، شملت هذه المساعدات مواد غذائية، أدوية، خيام، مولدات كهرباء، ومستلزمات طوارئ.
وبحسب مصادر رسمية، استقبل مطار العريش الدولي آلاف الأطنان من المساعدات من دول عديدة، وتم نقلها إلى المعابر الحدودية تمهيدًا لإدخالها إلى داخل القطاع.
كما تجاوز عدد الشاحنات التي دخلت منذ بدء الأزمة 35 ألف شاحنة محملة بمئات الآلاف من الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإغاثية. ودخلت أكثر من 10,000 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة خلال أقل من شهرين.
بلغ إجمالي المساعدات التي وصلت القطاع أكثر من 130,000 طن من الأغذية، المستلزمات الطبية، الخيام، والوقود. في منتصف فبراير، نظّمت مصر أكبر قافلة رمضانية عبر معبر رفح، ضمت 460 شاحنة تحمل نحو 7,200 طن من المساعدات، وهو رقم غير مسبوق في حجم شحنة واحدة.
دعم شامل.. من الغذاء إلى الإجلاء الطبي
الجهود المصرية لم تقتصر على المساعدات المادية، بل شملت أيضًا تنظيم عمليات إجلاء للجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية، فضلًا عن تسهيل عبور المواطنين من أصحاب الحالات الإنسانية وحاملي الجنسيات الأجنبية عبر معبر رفح.
واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 103,400 فلسطيني من المرضى والجرحى منذ بداية الحرب، وتم تقديم الرعاية لهم في محافظات شمال سيناء والقاهرة وغيرها.
القيادة تؤكد: لا تهاون في دعم غزة
في مواجهة الشائعات التي تتناول طبيعة الدور المصري، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن “الموقف المصري ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين”.
وشدد على أن معبر رفح لم يُغلق يومًا من جانب مصر، و80% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة جاءت عبر الأراضي المصرية”. ونوه بأن مصر تواصل عملها دون انقطاع، رغم التعقيدات الإجرائية التي يفرضها الجانب الآخر عند المعابر، والتي تعيق تدفق المساعدات الإنسانية بالوتيرة المطلوبة.
دعم ممتد منذ 2007
لم تكن هذه الجهود استثنائية أو ظرفية؛ فمصر كانت دومًا في مقدمة الدول الداعمة لغزة منذ فرض الحصار عام 2007. وفي كل الحروب التي شهدها القطاع (2008، 2012، 2014، 2021)، فتخت مصر معبر رفح استثنائيًا، واستقبلت الجرحى، وسيرت قوافل طبية عاجلة، كما أنشأت مستشفيات ميدانية على الحدود لتقديم العلاج السريع.
وكان لـ”الهلال الأحمر المصري” دور بارز في تنسيق المساعدات مع المنظمات الدولية، وإيصال المساعدات بشكل مباشر إلى “الهلال الأحمر الفلسطيني”، مما شكّل جسرًا إنسانيًا فاعلًا على مدار السنوات. التزام مستمر ودور لا ينقطع وأكدت مصر، أن دعمها لغزة نابع من التزام إنساني وتاريخي، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة، وأنها ستواصل بذل الجهود على المسارين: الإغاثي والدبلوماسي، في سبيل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، والانخراط في مسار سياسي يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.