
في وقت تتسارع فيه وتيرة الأحداث على الساحة الفنية والإعلامية، تجد الإعلامية ومصممة الأزياء المصرية مها الصغير نفسها في قلب عاصفة متعددة الاتجاهات، تجمع بين خلافات شخصية، واتهامات قانونية، وأزمات أخلاقية تمس صورتها المهنية والعامة. فمن انفصال رسمي عن الفنان أحمد السقا، إلى اتهامات باستغلال أعمال فنية دون إذن، وصولاً إلى جدل داخل محيط عائلي حساس، تتداخل هذه الوقائع لتصنع أزمة معقدة وغير مسبوقة في مسيرتها.
وفي ظل تصاعد التفاعل الجماهيري على وسائل التواصل الاجتماعي، واهتمام إعلامي لافت من داخل وخارج مصر، يُطرح السؤال الأهم: كيف ستواجه مها الصغير هذا المأزق المتعدد الأوجه؟ وهل ستتمكن من استعادة ثقة جمهورها وتبرئة موقفها قانونيًا؟
التقرير التالي يرصد أبرز محاور الأزمة وتداعياتها المحتملة..
طلاق رسمي وانفصال بهدوء
أعلن الفنان أحمد السقا عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” انفصاله رسميًا عن مها الصغير، كاشفًا أن الطلاق تم منذ نحو شهرين، بينما انفصلا سرًا قبل ستة أشهر، قائلاً: ” أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم منفصلين منذ ٦ شهور… ربنا يسعدها”. ولم يشر إلى تفاصيل الخلافات، مطالبًا بالتعامل باحترام وعدم نشر “مزاعم غير صحيحة” .
ورغم إعلان الطلاق بهدوء، لم تهدأ التكهنات حول كواليس الانفصال، خاصة بعد تداول أنباء عن مكالمة جمعت بين الفنان أحمد السقا والإعلامية بسمة وهبة، شدد خلالها السقا على احترامه الكامل لطليقته مها الصغير، مؤكدًا أنها “أم أولاده”، وأنه لا يمكن أن يسيء لها بأي شكل.
كما أوضح أن تصريحاته العلنية ومنشوراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلت تمامًا من أي تهجم أو تجريح، في إشارة منه إلى رغبته في إنهاء العلاقة الزوجية بأقصى درجات التحضر.
اتهامات بالتعدي داخل كمبوند
نشرت أنباء حول خلاف بين مها الصغير وأحمد السقا وسائقها داخل كمبوند سكني فاخر، تخلله ” تعدٍ لفظي وربما جسدي”، بحسب شكاوى متداولة. لكن تصريحات رسمية من النيابة، استنادًا إلى تسجيلات الكاميرات، أكدت أن السقا لم يعتد جسديًا على مها، وأن التواصل اقتصر على استفسارات حول السائق، مع استجابة مها بهدوء.
” سرقة فنية” واتهامات متعددة
خلال حلقة على قناة “معكم”، عرضت مها مجموعة لوحات وقالت: “إنها من أعمالها”، إلا أن فنانة دنماركية، تدعا ليزا لاشينلسين، اتهمتها بسرقة إحدى لوحاتها (من 2019)، ونسبتها دون إذن.
وأوضحت أنها حاولت التواصل مسبقًا دون رد، لتلجأ إلى كشف السلبية عبر إنستجرام مطالبًة باعتذار رسمي.
لم تتوقف الاتهامات عند ذلك، بل أوضحت مصادر أن مها نسبّت أعمالًا لفنانين فرنسي وألماني أيضًا، دون تراخيص، وأكدت أن الأمر يشكل خرقًا لاتفاقية برن الدولية لحماية الملكية الفكرية.
بين تحقيقات جارية واحتمالات تصعيد دولي
تشهد الأزمة المحيطة بـ”مها الصغير” تطورات قانونية متعددة المسارات، حيث تحقق النيابة العامة في واقعة الاشتباك داخل أحد المجمعات السكنية “الكمبوند”، إلا أن التحقيقات حتى الآن لم تُسفر عن توجيه أي اتهام رسمي سواء لمها أو لطليقها الفنان أحمد السقا، وسط تأكيدات بأن الكاميرات لم توثق أي اعتداء جسدي من الطرفين.
في المقابل، تبدو القضية المتعلقة باستخدام لوحات فنية دون ترخيص أكثر تعقيدًا، إذ تتابع فنانة دنماركية إجراءاتها القانونية بعد اتهامها لمها الصغير باستخدام عمل فني تعود ملكيته لها، ضمن تصميمات تجارية. وإذا ما ثبتت الواقعة، فقد تواجه الصغير دعاوى مدنية وغرامات مادية استنادًا إلى القوانين الأوروبية الصارمة لحماية حقوق الملكية الفكرية.
مواقف متباينة في أزمة مها الصغير
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً ملحوظًا من قبل الفنانين والإعلاميين، الذين انحاز بعضهم إلى أحمد السقا، فيما توجه انتقادات واضحة نحو مها الصغير، وتباينت المواقف بين دعم لطليقها بالتسامي عن الجدل، وتنديد بإساءة اعتبار، وصولاً إلى تركيز إعلامي على الأسلوب الراقي في معالجة الأزمة من قبل منى الشاذلي.
أحمد السقا اتسم موقفه بالهدوء والتسامح، مؤكداً أنه لا يسعى لإثارة الجدل أو الانتقام، وأنه يضع راحة قلبه أولًا.
من جهتها، منى الشاذلي، خلال مقدمة حلقة برنامجها “معكم”، اعترفت بأنها شعرت بالغضب من مها الصغير، لكنها اختارت المعالجة المسؤولة: “غضبنا منها.. لكننا لا نشتم الضيوف”.
وأوضحت أن فريقها نشر بيان تصحيحي في نفس يوم الحلقة، تضمن رسائل اعتذار مباشرة من البرنامج للفنانين الثلاثة أصحاب اللوحات، كما شددت على عدم الرغبة في تمرير أزمة على حساب الضيقة، ورفض الانجراف إلى “التنكيل” أو شتم الضيفة .
أما الفنانة الدنماركية ليزا لاشنيلسن فقد تلقت دعمًا عربيًا، حيث تسلمت “آلاف الرسائل والاعتذارات من المصريين” الذين أكدوا لها أن مها الصغير لا تمثلهم، وأشادوا بها على موقفها الصادق.
هذه الردود تُعدّ مؤشرًا على حجم النقاش حول أزمة مها الصغير ومدى تصاعدها في الأيام المقبلة.