في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيد، تحتفل محافظة شمال سيناء بمرور 51 عاما على هذا الحدث الفارق، الذي شكل نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، ومنذ ذلك الحين، أصبحت سيناء رمزًا للصمود والتحدي والإصرار على البناء والتعمير.
لقد أدركت الدولة المصرية أهمية هذه المنطقة الإستراتيجية، بامتلاكها إمكانات هائلة للتنمية والتطور فموقعها الجغرافي الفريد، وثرواتها الطبيعية المتنوعة، تجعلها بوابة مصر نحو العالم، وقلب مشروعها القومي الكبير، وعلى الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية التي واجهتها سيناء، إلا إن الدولة المصرية لم تدخر جهداً في سبيل تطويرها، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى في مجالات البنية التحتية والصناعة والزراعة والسياحة، مما ساهم في تحسين مستوى معيشة سكانها، وتعزيز مكانتها الاقتصادية، ومع ذلك، فإن التحديات ما تزال قائمة، مما يتطلب المزيد من الجهد والعمل المتواصل لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في هذه المنطقة الحيوية.
نهضة عمرانية
وفي هذا الإطار تشهد سيناء اليوم تحولاً كبيراً لا يقل عظمة عن انتصارات أكتوبر، فبعد أن كانت ساحة للحروب والمعارك، أصبحت اليوم شاهداً على نهضة عمرانية وتنموية شاملة، حيث تتوالى المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع تطوير محور قناة السويس ومشروع تطوير العريش الجديدة، والتي تغير وجه المحافظة وتعيد رسم ملامحها، وإن ما تشهده سيناء اليوم هو ثمرة جهود مضنية بذلتها الدولة والقوات المسلحة والشعب المصري، وهو استثمار في مستقبل سيناء، واستثمار في طاقات شبابه.
وتأتي الاحتفالات هذا العام وسط افتتاح مشروعات تنموية تم بالفعل افتتاحها وأخرى قيد التنفيذ، تسهم في تطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة في المحافظة، حيث تم إنجاز عدد من المشروعات التنموية الهامة في مختلف المجالات، بجانب مشروعات أخرى يجري العمل عليها حاليًا.
كما يتم دراسة مشروعات مستقبلية ضخمة تشمل مجالات الطرق والتنمية الزراعية والصناعية والبحرية، حيث تمثل هذه المشروعات نقلة نوعية غير مسبوقة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء سيناء، حيث ستكون الاحتفالات شاهدة على نقلة تنموية غير مسبوقة في سيناء.
تطورات قطاع التعليم
كما يشهد قطاع التعليم في شمال سيناء تطورًا ملحوظًا بفضل الجهود المبذولة لبناء مدارس جديدة مجهزة بأحدث التقنيات، فقد سلمت هيئة الأبنية التعليمية العديد من المدارس لمديرية التربية والتعليم، مما يوفر بيئة تعليمية محفزة للطلاب ويعزز من قدراتهم، إن هذا الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل سيناء، حيث سيساهم في بناء جيل جديد قادر على قيادة مسيرة التنمية
حيث تم إنشاء منظومة تعليمية متكاملة لأهالي سيناء ومدن القناة، فيما يتعلق بالتعليم قبل الجامعي، بلغت نسبة زيادة عدد المدارس 22.3%، وذلك بجانب زيادة عدد الفصول بنسبة 15.9%، بينما تم إنشاء سبع مدارس يابانية لأول مرة في سيناء ومدن القناة، بجانب إنشاء 4 مدارس تكنولوجية تطبيقية.
فيما يتعلق بالتعليم الجامعي، فقد بلغت نسبة زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة 50%، حيث بلغ عددهم 6 جامعات حكومية وخاصة عام 2023/ 2024، مقابل 4 جامعات حكومية وخاصة عام 2013/ 2014، بجانب 4 جامعات أهلية تم إنشاؤها وبدء الدراسة بها لأول مرة.
قطاع الرعاية الصحية
وفيما يتعلق بقطاع الرعاية الصحية، فتم بناء وترميم عدد من الوحدات الصحية في مناطق مختلفة بالمحافظة، وذلك ضمن خطة شاملة لتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة لسكان سيناء.
كما تشهد سيناء تطورًا في قطاع التجارة والصيد، حيث يتم حاليًا إنشاء أكبر سوق لبيع الأسماك في مدينة العريش، بالإضافة إلى مصنع للثلج يلبي احتياجات الصيادين والتجار، موضحًا أن السوق ستكون نقطة تحول هامة لدعم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة وزيادة فرص العمل.