تكنولوجيا واتصالات

منصات التحريض الإلكتروني.. سلاح جديد تواجهه الدولة المصرية

تحذيرات حكومية من حملات استهداف خارجي والتشكيك في السياسات الاقتصادية

في خضم التحديات المتسارعة التي تواجهها الدولة المصرية، تتصاعد تحذيرات رسمية من أخطر أنواع الحروب المعاصرة، وهي حروب الجيل الرابع والخامس، التي لا تعتمد على المواجهات العسكرية التقليدية، بل تستهدف استقرار الدول من الداخل، عبر بث الشائعات، والتشكيك في القرارات الحكومية، ومحاولة خلق فجوة بين المواطن والدولة.

محاولات ممنهجة لضرب الاستقرار

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تواجه محاولات مستمرة للنيل من استقرارها الداخلي، وذلك من خلال “أشخاص وجهات” خارجية تسعى لتشويه صورة الدولة أمام المواطنين، واستغلال التحديات الاقتصادية الحالية لتأجيج الرأي العام.

وقال مدبولي، إن ما تتعرض له مصر من هجمات إعلامية وتحريض إلكتروني يأتي في إطار حروب الجيلين الرابع والخامس، التي تعتمد على الحرب النفسية والمعلوماتية، بهدف خلق حالة من البلبلة والتشكيك، خاصة في السياسات الاقتصادية والتنموية التي تنفذها الحكومة منذ سنوات.

استغلال التحديات الاقتصادية لبث الفوضى

أوضح رئيس الوزراء، أن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر – مثل ارتفاع الأسعار وتقلبات سعر الصرف – يتم استغلالها من قبل أطراف خارجية وأشخاص مقيمين بالخارج، لتقديم صورة مغلوطة عن الواقع المصري.
وأوضح: “هناك من يتحدثون من الخارج بلغة تحريضية لا تخدم مصالح الوطن، ويعملون على تضليل المواطنين وإثارة الشكوك حول توجهات الدولة التنموية”.

الحرب الإعلامية أخطر من الحروب العسكرية

يرى اللواء محمد الغباري، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن حروب الجيل الرابع والخامس تمثل خطرًا يفوق الحروب التقليدية، لأن هدفها الأساسي هو تآكل ثقة المواطن في مؤسسات دولته.
ويقول الغباري: “الأعداء اليوم لا يرسلون دبابات، بل يرسلون رسائل على فيسبوك وتويتر تزرع الشك وتحرض على الغضب”.

فيما أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن أحد أهداف هذه الحروب هو إظهار المشروعات القومية الكبرى وكأنها عبء على الدولة، في حين أنها استثمارات طويلة المدى تحقق التنمية المستدامة.

آليات الدولة لمواجهة الحروب الحديثة

من جانبها، أكدت الحكومة المصرية، أنها لا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا النوع من الحروب، بل تمتلك منظومة متكاملة للرد على الشائعات، وتوفير المعلومات الصحيحة، وتوعية المواطنين عبر الإعلام الوطني، ومنصات رسمية تتابع الرأي العام بشكل لحظي.
كما أشارت مصادر رسمية، إلى وجود تعاون بين الوزارات والهيئات المعنية لمواجهة حملات التشويه الإلكتروني، سواء بتتبع مصادرها أو كشف حقيقتها أمام المواطنين، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وتكثيف الرسائل التوعوية.

دعوة إلى الوعي الشعبي كخط الدفاع الأول

وجّه مدبولي، دعوة صريحة للمواطنين إلى ضرورة التحلي بالوعي وعدم الانسياق وراء الأخبار المفبركة أو الدعوات الهدامة، مؤكدًا أن “الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة هذه الحروب”.
وأضاف: “نعترف بوجود تحديات، لكننا نواجهها بإرادة وجهد، ولسنا في موقع الدفاع، بل مستمرون في بناء دولة حديثة قوية رغم كل محاولات التشويه” .

الدولة قادرة على الصمود والتصدي

في ظل هذا المشهد، تبدو الدولة المصرية عازمة على الاستمرار في مسارها، مع تأكيد قيادتها على امتلاك القدرات المؤسسية والشعبية لصد كل محاولات الاستهداف، مدعومة بإرادة سياسية وشعبية واعية تدرك حجم المؤامرات، وتُدرك أن التنمية الحقيقية لا تأتي بلا ثمن أو معوقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *