غير مصنف

مناورات صينية حول تايوان وتايبيه تحذر.. هل اقتربت معركة الحسم؟

 

نشرت الصين مقاتلات وسفنا حربية مع بدئها مناورات عسكرية حول جزيرة تايوان اليوم الإثنين أطلقت عليها “السيف المشترك 2024″، في خطوة أكدت بكين أنها عبارة عن “تحذيرات جادة” ضد “الأعمال الانفصالية” لسلطات الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت توحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين، بحسب “فرانس برس”.

وفي حين أكدت تايوان أنها نشرت “القوات المناسبة” للرد على الخطوة الصينية، اعتبرت واشنطن الداعمة لتايبيه أن هذه المناورات “غير مبررة” وتزيد خطر التصعيد.

رئيس تايوان يتعهد بالدفاع عن تايوان

ومنذ توليه منصبه في مايو الماضي، شدد الرئيس التايواني لاي تشينج-تي على تعهّده الدفاع عن سيادة تايوان، ما يثير غضب بكين التي تصفه بـ”الانفصالي”. وتعهد لاي الإثنين بـ”حماية” بلاده.

وقال في منشور على فيسبوك “في مواجهة التهديدات الخارجية، أرغب في أن أطمئن مواطنيّ الى أن الحكومة ستواصل الدفاع عن النظام الديموقراطي والحر، حماية تايوان الديموقراطية، وصون الأمن القومي”.

بكين تطوق تايوان

وشاهد صحفيون في وكالة فرانس برس قرب قاعدة هسينشو الجوية بشمال تايوان إقلاع 12 مقاتلة.

وأكدت وزارة الدفاع أن الجزر النائية الخاضعة لإدارة تايبيه وضعت في حال “تأهب قصوى” وأن “الطائرات والسفن ستردّ على وضعيات العدو وفقا لقواعد الاشتباك”.

السيف المشترك 2024

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن الهدف من المناورات التي أطلق عليها اسم “السيف المشترك 2024” هو “اختبار القدرات العملياتية المشتركة” للقوات.

وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني الكابتن لي شي إن العمليات تجري “في مناطق بشمال جزيرة تايوان وبجنوبها وشرقها”.

وأضاف أن المناورات “تركز على دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية” و”الهجوم على أهداف بحرية وبرية” و”الاستحواذ المشترك على تفوق شامل”.

تحذيرات صينية جادة

ووصفت الصين هذه التدريبات الجديدة بأنها “تحذيرات جادة” ضد “الأعمال الانفصالية التي تقوم بها قوات +استقلال تايوان+”. وقال لي شي “هذه عملية مشروعة وضرورية لحماية سيادة الدولة والوحدة الوطنية”.

وأفادت قناة “سي سي تي في” العامة الصينية بأن “مقاتلات وقاذفات” وطائرات حربية أخرى، إضافة إلى “عدد من المدمّرات”، نشرت في مضيق تايوان، إضافة الى مناطق تقع الى الشمال من الجزيرة وإلى جنوبها الغربي وشرقها.

عمليات تفتيش

كما يشارك خفر السواحل في هذه المناورات العسكرية عبر إجراء “عمليات تفتيش”، وفق مصادر رسمية.

وقال المتحدث باسم خفر السواحل ليو ديجون إن الأساطيل 2901 و1305 و1303 و2102 تشارك في “عمليات تفتيش لإنفاذ القانون في المياه المحيطة بجزيرة تايوان (…) وفقا للقانون القائم على مبدأ +صين واحدة+” الذي بموجبه تُعتبر تايوان جزءا من الأراضي الصينية.

 

وأظهر رسم نشره خفر السواحل، الأساطيل الأربعة تحيط بتايوان وتبحر في محيطها في اتجاه عكس عقارب الساعة.

دوريات إنفاذ قانون شاملة

وأفاد خفر السواحل في محافظة فوجيان بشرق الصين، أقرب مناطق البرّ الرئيسي من الجزيرة، بأنهم ينفّذون “دوريات إنفاذ قانون شاملة” في المياه قرب جزر ماتسو التي تسيطر عليها تايوان.

من جهتهم، أعلن خفر السواحل التايوانيون أنهم رصدوا مجموعات سفن تابعة لنظرائهم الصينيين حول تايوان.

وقال خفر السواحل في بيان إن “سفنا عدة” عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان، في إشارة إلى الخط الذي يقسم المضيق البالغ عرضه 180 كيلومترا بين الجزيرة والبر الرئيسي، وظلّت “في مياهنا الشمالية والجنوبية الغربية والشرقية على شكل مجموعات”.

وعززت الصين نشاطاتها العسكرية في محيط تايوان في الأعوام الأخيرة، ونشرت مقاتلات وطائرات وسفنا حربية للإبقاء على حضور شبه دائم حول مياه الجزيرة.

تايوان تدين استفزاز الصين

ودانت وزارة الدفاع التايوانية في بيان “السلوك غير العقلاني والاستفزازي” للصين وقالت إنها “نشرت القوات المناسبة للرد بشكل مناسب من أجل حماية الحرية والديموقراطية، وكذلك بهدف الدفاع عن سيادة” تايوان.

ودعا الرئيس إلى اجتماع أمني “رفيع المستوى” ردًا على المناورات، وفق ما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي التايواني جوزيف وو الذي أكد أن لاي “أصدر تعليمات واضحة بشأن سبل الرد على التهديدات العسكرية الصينية وردود فعل الوزارات المعنية”.

وقال “وو” إن المناورات “تتعارض مع القانون الدولي واللوائح الدولية وتتطلب إنذارا”.

إدانة أمريكية

كما دانت الولايات المتحدة المناورات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء المناورات العسكرية المشتركة لجيش التحرير الشعبي (الصيني) في مضيق تايوان وحول تايوان”.

وأضاف أن رد الصين “عبر استفزازات عسكرية على خطاب سنوي معتاد (للرئيس التايواني الخميس) هو غير مبرر وينطوي على خطر حصول تصعيد”.

وكان الرئيس التايواني تعهد في خطاب لمناسبة العيد الوطني الخميس “مقاومة ضم” الجزيرة، وهي تصريحات لقيت تنديد الصين.

الانتقال إلى القتال

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية، الإثنين، رصد 25 طائرة صينية وسبع سفن حول الجزيرة خلال 26 ساعة انتهت عند الثامنة صباحًا.

وشدد الباحث في الأكاديمية الصينية للدراسات العسكرية اللفتنانت كولونيل فو جنجنان، في فيديو نشره الإعلام الرسمي، على أن المناورات قد “تنتقل من التدريب إلى القتال في أي وقت”.

أضاف “في حال قام انفصاليو تايوان باستفزاز واحد، ستقدم عملية جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) على خطوتها الأولى”.

وأعلن خفر السواحل في تايوان احتجاز رجل صيني على إحدى الجزر النائية بعد “اقتحام محتمل للمنطقة الرمادية”، في إشارة الى تكتيكات لا ترقى إلى مستوى أعمال حربية مباشرة.

وفي ساعات الذروة الصباحية، بدا سكان تايبيه غير مبالين بالمناورات.

وقال المهندس بنجامين هسياو (34 عامًا) لفرانس برس “لن أشعر بالذعر كثيرا لأنهم غالبا ما يجرون مناورات”، موضحا “هذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة”.

وتعود جذور الخلاف الراهن بين الصين وتايوان الى الحرب الأهلية التي هزمت فيها القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونج القوى القومية بقيادة شيانج كاي-شيك، وفرار الأخيرة الى الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *