
في واقعة تحمل الكثير من المفارقات، أثارت قضية سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي – التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية مزيدًا من الجدل، بعد أن كشف نشطاء علي السوشيال ميديا عن أن واحدة من أغنى سيدات التعليم في مصر، والتي أبلغت عن سرقة محتويات تُقدّر قيمتها بأكثر من 300 مليون جنيه، تقيم في شقة إيجار قديم بمنطقة الزمالك، ولا يتجاوز إيجارها الشهري 50 جنيها فقط وترفض التفريط فيها وتركها لصاحب العمارة .
هذه المفارقة أثارت نقاشاً واسعاً حول قانون الإيجار القديم وضرورة تعديله، حيث يرى البعض أن استفادة شخصيات ثرية من هذا القانون يمثل إجحافاً للملاك، بينما يرى آخرون أن القانون يحمي حقوق المستأجرين بغض النظر عن وضعهم المالي .
ووفقًا لما يتم تداوله، فإن الدكتورة نوال، رئيسة مجلس إدارة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA) ومؤسسة مدارس المنارة الدولية، ما زالت تسكن الشقة منذ عقود، وترفض الخروج منها أو تعديل عقد الإيجار، الأمر الذي أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بين من يرى الأمر تعبيرًا عن التواضع، ومن اعتبره مخالفة للعدالة الاجتماعية في ظل أزمة قانون الإيجار القديم.
سرقة “القرن” تربك الرأي العام
وتزامن هذا الكشف مع تطورات متسارعة في قضية “سرقة القرن”، حيث أبلغت الدكتورة نوال عن اختفاء محتويات ثمينة من إحدى ممتلكاتها بمدينة 6 أكتوبر، شملت:
50 مليون جنيه مصري
3 ملايين دولار أمريكي
350 ألف جنيه إسترليني
أكثر من 15 كيلو ذهب
وقد بدأت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وسط تضارب الروايات بين الطرف المدعي (الدكتورة نوال) وبعض أفراد العائلة، المتهمين في البلاغ بالاستيلاء على الأموال.
نزاع الميراث.. وخيوط القصة تتعقد
في مداخلة إعلامية، كشف ياسر صالح، محامي حفيد نوال الدجوي، أن الخلاف يعود لنزاع طويل الأمد على ميراث شريف الدجوي – ابن الدكتورة نوال ووالد الأحفاد – والذي توفي قبل والده، ما فتح أبوابًا قانونية معقدة حول تقسيم التركة والوصية الواجبة.
وأوضح صالح أن هناك أكثر من 20 دعوى قضائية متداولة بين أفراد الأسرة، تتنوع بين مدنية وتجارية وشرعية، وأن هناك وصية مغلقة موثقة بالشهر العقاري لم تُبت فيها المحكمة بعد، ما زاد من التوتر داخل الأسرة.
كما نفى محامي الأحفاد الاتهامات الموجهة إليهم بالسرقة، مشيرًا إلى أن الشقة التي زُعِم تخزين الأموال فيها، لم تدخلها الدكتورة نوال منذ أكثر من عامين، ما يضع علامات استفهام على صحة البلاغ.
من هي نوال الدجوي؟
تُعد الدكتورة نوال الدجوي واحدة من أبرز رائدات التعليم الخاص في مصر، ولقبت بـ”سيدة التعليم”. أسست جامعة MSA، وكانت من أول من أدخلوا التعليم الدولي المعتمد في الجامعات الخاصة المصرية، من خلال شراكات مع جامعات بريطانية. كما أسست سلسلة مدارس المنارة الدولية، ولعبت دورًا مهمًا في تطوير منظومة التعليم الأهلي لعقود.