
بين الترقب والتوتر، يعيش طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم أيامًا مشحونة بالمشاعر، مع اقتراب لحظة إعلان نتيجة الثانوية العامة التي تُعد محطة مهمة في مسارهم التعليمي، لكنها ليست نهاية الطريق، وفي ظل هذا الانتظار القلق، تبرز أهمية التوجيه والدعم النفسي من الأسرة والمجتمع، لضمان عبور هذه المرحلة الحساسة بأقل قدر من الضغط النفسي، وبوعي حقيقي بأن النجاح لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بالقدرة على التعلم، والتطور، والتعامل مع الحياة بتوازن.
أكدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة في الشؤون الأسرية، للبورصجية على أهمية الاستعداد النفسي والوجداني لاستقبال نتيجة الثانوية العامة، مشددة على ضرورة تقبل الأقدار برضا وطمأنينة، قائلة: “الله يعلم وأنتم لا تعلمون، والثانوية العامة ليست نهاية الطريق، ولا تُعد وحدها مقياسًا للنجاح في الحياة.”
وأشارت الحزاوي إلى أن هناك العديد من النماذج الملهمة التي لم تحقق طموحاتها في هذه المرحلة، لكنها تفوقت لاحقًا في مجالاتها المهنية بفضل المهارات التي اكتسبتها لاحقًا، مشددة على أهمية تعلم المهارات المتنوعة، مثل اللغات والبرمجة، في ظل التحولات السريعة التي يشهدها سوق العمل اليوم.
مضيفة ان “دور الأسرة في هذا التوقيت حاسم، ويجب أن يتركز على الاحتواء والدعم غير المشروط. مشاعر الأبناء عند تلقي النتيجة ستظل محفورة في ذاكرتهم، لذا من المهم أن يشعروا بالأمان والتقدير، بعيدًا عن الضغط أو اللوم.”
كما حذرت الحزاوي من المقارنات الضارة بين الطلاب، أو الانسياق خلف المفاهيم التقليدية المرتبطة بما يسمى بـ”كليات القمة”، موضحة أن لكل طالب قدراته وميوله، وأن التميز الحقيقي ينبع من اكتشاف الشغف والسعي لتطوير الذات.
وفي ختام حديثها، دعت إلى تجنب الانجراف وراء الشائعات المنتشرة حول النتائج، مؤكدة على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية فقط كمصدر للمعلومة، لتفادي القلق والتوتر الذي قد يصيب الطلاب وأسرهم.