تكنولوجيا واتصالاتسلايدر

مصر من أوائل الدول العربية فى استخدامه.. الإنترنت يعبر «آلة الزمن» من الجيل الأول إلى G5

عند الحديث عن شبكات الجيل الخامس، فإن أول ما يأتي في أذهان الكثيرين هو سرعة الإنترنت الفائقة، والتنزيلات السريعة، وتصفح صفحات الويب بشكل أسرع، وبالرغم من أن السرعة واحدة من الميزات التي توفرها تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، إلا أنها تتميز بكونها التكنولوجيا التي ستغير العالم، لما لها من إمكانات اقتصادية ستعود بمكاسب على الاقتصاد العالمي

وتُعَد شبكات الجيل الخامس معيارًا لاسلكيًّا عالميًّا جديدًا بعد شبكات الجيل الأول والثاني والثالث والرابع، حيث تتيح هذه التقنية نوعًا جديدًا من الشبكات المصممة لربط كل شيء معًا بما في ذلك الأجهزة، والآلات، ومع طرح تقنية الـ G5 في مصر، فإنها ستخلق قيمة في العديد من الصناعات وللمجتمع ككل، فهذه السرعات الفائقة من شأنها دفع عملية التحول الرقمي، والتوسع في الابتكار والتطوير لمختلف التطبيقات، بدءا من الواقع الافتراضي وحتى الميكنة الصناعية.

وتُتيح السعات الهائلة للجيل الخامس وزمن الاستجابة السريع قدرة على دعم الاتصال والسيطرة على عدد كبير من الأجهزة في آن واحد، مما يدعم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتطبيقات المدن الذكية والموانئ الذكية والرعاية الصحية، والتحكم في الأجهزة عن بُعد وغيرها من التطبيقات المتقدمة، والتي من الممكن أن تسرع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتستعرض “البورصجية” في هذا التقرير تاريخ الإنترنت في مصر منذ ولادته وإلى يومنا هذا، حيث بدأ الإنترنت في العالم اواخر الستينيات كطريقة للباحثين الحكوميين في الولايات المتحدة الأمريكية لتبادل المعلومات، وكانت أجهزة الكمبيوتر كبيرة وغير متحركة، ومن أجل الاستفادة من المعلومات المخزنة في أي جهاز الكمبيوتر، كان ينبغي على الأشخاص إما السفر إلى موقع الكمبيوتر أو إرسال شرائط الكمبيوتر الممغنطة عبر النظام البريدي التقليدي.

وبحسب دراسة بحثية من جامعة جورجيا الأمريكية، أدى الاحتياج الشديد إلى نقل ومشاركة البيانات والمعلومات إلى تشكيل شبكة تسمى ARPANET وهي شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، والتي تطورت في النهاية إلى ما يعرف الآن بالإنترنت، والذي سمح لأنواع مختلفة من أجهزة الكمبيوتر على شبكات مختلفة بنقل المعلومات، ولكن العضوية اقتصرت على بعض المؤسسات الأكاديمية والبحثية التي لديها عقود مع وزارة الدفاع الأمريكية.

وبعد عقود من الزمن أتيح الاتصال بالإنترنت لعموم الناس على مستوى العالم في أغسطس 1991، وتعتبر مصر من أوائل الدول العربية في استخدام الإنترنت، وكان أول ظهور للإنترنت في مصر عام 1992 عندما تم تمديد بنيه تحتية بين الجامعات المصرية وشبكة Bitnet الفرنسية، واقتصر الإنترنت في بداية الأمر على جهتين فقط هم الجامعات ومركز المعلومات.

وفي عام 1994 توسع استخدام شبكة الإنترنت في مصر لتشمل مزيدًا من الدوائر الحكومية والمراكز التعليمية شملت جميع المحافظات، وفي العام 1997 بدأت خدمة الإنترنت بالدخول إلى منازل ومكاتب عموم المواطنين، وبدأت شركات تزويد الخدمة بتقديم خدماتها حيث تم تسجيل 16 مزود خدمة في ذلك العام، إلى أن جاء عام 2002 وبدأت وزارة الاتصالات بعقد شراكة مع عدد من مزودي الخدمة لتقديم خدمات الانترنت بسعر المكالمة العادية.

وفي عام 2004 تم إطلاق خدمات الانترنت عالية السرعة ADSL لأول مرة في مصر وتقديمها من قبل 7 من مزودي خدامات الإنترنت، وفي عام 2007 قام وزير الاتصالات طارق كامل بالإعلان عن طريقة جديدة لبيع خدمات ADSL بحسب كمية استهلاك البيانات وذلك لتخفيض الكلفة على الأشخاص الذين يستخدمون الانترنت على نطاق محدود ولا يستهلكون الكثير من البيانات، كما تم في ذات العام إطلاق خدمات الانترنت 3G من قبل شركة “اتصالات”.

وفي عام 2008 جرى ادخال خدمات الانترنت السريعة ADSL+2 بسرعات تصل إلى 24 ميجا بت في الثانية، وفي 2009 ألزمت هيئة تنظيم الاتصالات التابعة لوزارة الاتصالات مزودي الخدمة في مصر بتطبيق سياسة الاستخدام العادل بحيث تهبط السرعة الخاصة بالمستخدم تلقائياً حين يتخطى الحد المسموح له بتحميله وذلك لتجنب إحداث ضرر على ملقمات الشبكة ما قد يوقف الخدمة عن مستخدمين آخرين.

وفي عام 2014 أطلقت TE Data التابعة للشركة المصرية للاتصالات أسعار جديدة لخدمات الانترنت وتقوم بإلغاء السرعات غير المحدودة عدا 1 و 2 ميجابايت ما أدى إلى موجة احتجاج من قبل المستخدمين وتم إيقاف العروض التي أطلقتها TE Data بحجة عدم الحصول على موافقة مسبقة، أما في عام  2015 بدأت المصرية للاتصالات باستبدال كابلات الانترنت النحاسية العادية بكابلات ضوئية وذلك بهدف تحسين جودة الخدمة وتقديم سرعات أعلى وأسعار أرخص، كما بدأت الشركة المصرية للاتصالات بتقديم خدمات الانترنت مجاناً في عدة مناطق كمرحلة تجريبية.

وفي عام 2016 باعت مصر أربع رخص للجيل الرابع في إطار خطة لإصلاح قطاع الاتصالات، وفي شهر سبتمبر من عام 2017 أطلقت شركات المحمول الأربعة العاملة بالسوق المصرية وهي: فودافون مصر وأورانج واتصالات مصر والمصرية للاتصالات المملوكة للدولة، خدمات الجيل الرابع للمحمول 4G.

ويستخدم شبكة الإنترنت أكثر من 5 مليارات شخص تقريبا في العالم يمثلون نحو 65% من سكان العالم، فيما تظهر بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن وصول عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 76.15 مليون مستخدم بنهاية أغسطس 2023، وفي مطلع العام الجاري 2024 حصلت الشركة المصرية للاتصالات، على أول رخصة لشبكات الجيل الخامس في مصر، وذلك في إطار حرص الحكومة المصرية على إتاحة التكنولوجيات الحديثة للمؤسسات والأفراد من خلال الشركات العاملة في الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *