مصر

مصر تنقل معاناة الفلسطينيين بغزة إلى قمة بريكس

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة مجموعة “بريكس” السابعة عشرة، التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.
افتُتحت القمة تحت شعار “السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية”، حيث امتدت أعمالها على مدار يومي 6 و7 يوليو الجاري.

كلمة مصر أمام القمة
في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، أوضح الدكتور مدبولي أن انعقاد الدورة يأتي في توقيت دقيق يواجه فيه العالم أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، بالإضافة إلى نكسات اقتصادية غير مسبوقة، وتصاعد الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون، وتغير المناخ.

العدوان على غزة
وشدد على أن أخطر أزمة حالية هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني وإصابة ما يقرب من 125 ألفًا، نتيجة لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني.
وعبر عن رفض مصر أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة، مؤكدًا أن هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها، داعيا إلى وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، وضرورة التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين.
وأشار إلى أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بذلت كل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في 15 يناير الماضي، إلا أن العدوان الإسرائيلي كان بمثابة انتهاك لهذا الاتفاق.
كما نبه إلى أن لبنان وسوريا شهدا عدوانًا إسرائيليًا صارخًا، وامتدت الحرب الإسرائيلية لتطال إيران، مما يمثل تصعيدًا إقليميًا بالغ الخطورة. أكد مدبولي على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية.

أولويات التعاون المشترك
سلط رئيس الوزراء الضوء على عدد من الأولويات، والتي تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشترك لمواجهة التحديات، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الطاقة، التصنيع، البنية التحتية، والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
أضاف أن الأولوية تكمن في تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي، وخاصة بين البنوك المركزية، وإحراز تقدم في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، وزيادة التمويل المقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية. أكد أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. ودعا مجموعة بريكس إلى تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامته، ودعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية.

لقاءات ثنائية وتعزيز التعددية
على هامش القمة، التقى الدكتور مصطفى مدبولي بالسيد ياماندو أورسي، رئيس جمهورية الأوروجواي الشرقية. عبَّر الجانبان عن تقديرهما للعلاقات التاريخية الثنائية منذ عام 1932، وأكدا على أهمية مواصلة تعزيزها في مختلف المجالات.
وتناول رئيس الوزراء خلال اللقاء، الجهود المصرية الحثيثة المبذولة في قطاع غزة والاتصالات المستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما ألقى الدكتور مدبولي كلمة خلال جلسة “تعزيز التعددية والشئون الاقتصادية والمالية، والذكاء الاصطناعي”، أكد فيها أن مصر تؤمن بضرورة تعزيز النظام متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة، لمواجهة التحديات المتصاعدة والمتعددة الجوانب.
وأشار إلى أن الدول النامية تعاني من تصاعد أعباء خدمة الدين والتضخم وصعوبة الوصول الكافي للتمويل الميسر، مشددًا على ضرورة ضمان حصولها على هذا التمويل.
وشدد على الدور الحيوي للقطاع الخاص وأهمية تعزيز الروابط والتواصل بين القطاع الخاص في دول تجمع بريكس والدول الشريكة لتنفيذ مشروعات مشتركة. رحبت مصر بجهود الرئاسة البرازيلية في صياغة “بيان قادة بريكس حول الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي”، الذي يمثل أساسًا لتعزيز التعاون وضمان الوصول العادل والمنصف إلى التقنيات المتقدمة، ومعالجة الفجوة الرقمية.
وجدد التزام مصر الكامل بتعزيز التعاون المشترك مع الدول الأعضاء في تجمع بريكس، بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة وتلبية آمال وتطلعات شعوب المنطقة لمستقبل مزدهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *