تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الجاري.
صرح رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، السبت، أن الحكومة قررت إرجاء افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الجاري، على أن يتم تحديد الموعد النهائي لاحقاً.
وكان من المقرر افتتاح المتحف، الذي يُعد أحد أبرز المشروعات الثقافية والسياحية في مصر، في الثالث من يوليو المقبل، بالتزامن مع احتفالات ثورة 30 يونيو، إلا أن القرار جاء في وقت يشهد فيه الإقليم توترات جيوسياسية متصاعدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع السلطات المصرية إلى إعادة النظر في توقيت الحدث لضمان أقصى درجات النجاح والتأثير الدولي.
وأكد مدبولي، في تصريحاته، أن الإرجاء يهدف إلى تقديم احتفالية افتتاح “تليق بمكانة مصر التاريخية والثقافية”، وضمان حضور دولي واسع يواكب أهمية هذا الحدث الفريد.
ويمتد المتحف المصري الكبير على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، عند سفح أهرامات الجيزة، وقد بدأ العمل على تشييده في مايو 2005 بدعم فني ومالي من هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ويُعد المتحف أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف عصور التاريخ المصري، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون.
ويرى مراقبون أن قرار التأجيل يحمل بُعداً استراتيجياً في ظل المناخ الإقليمي المتوتر، حيث تتطلع القاهرة إلى أن يكون افتتاح المتحف بمثابة رسالة استقرار وقوة ناعمة للعالم، وأن يتم في أجواء تسمح بحضور رؤساء ووفود دولية ومتابعة إعلامية عالمية كثيفة.
ويترقب الشارع المصري، إلى جانب المهتمين بالآثار حول العالم، هذا الحدث الكبير الذي تأمل القاهرة أن يعزز مكانتها الثقافية ويُنعش قطاع السياحة الذي يُعد من أبرز مصادر الدخل القومي.
