مصر

مشروعات عملاقة لتحويل الموانئ إلى مركز لوجستي

أجرى الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، جولة تفقدية موسعة بمينائي الإسكندرية والدخيلة، تابع خلالها تقدم الأعمال في عدد من المشروعات الكبرى التي تهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي من قطاع النقل البحري وتعزيز البنية التحتية اللوجستية.

محطة “تحيا مصر”.. إنجاز لوجستي في ميناء الإسكندرية

استهل الوزير جولته بترؤس الجمعية العامة لشركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض، والتي تدير محطة “تحيا مصر” بميناء الإسكندرية. وأكد أن المحطة تُعد من أبرز مشروعات النقل البحري التي نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة الترانزيت بها نحو 40% من إجمالي أحجام التداول، و30% من حجم الصادرات، بإجمالي تداول تجاوز 13 مليون طن منذ بدء التشغيل التجريبي.

كما تم استعراض الأداء التشغيلي والمالي للمحطة، إلى جانب الخطط المستقبلية لتوسيع قدراتها، وتحقيق أقصى استفادة من الأصول، والتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، بما يشمل مشروع محطة شحن الحاويات بالقطارات (RCS) التي بدأت التشغيل التجريبي في يناير 2025 ومن المتوقع تشغيلها التجاري نهاية العام.

محطة “تحيا مصر 2” بميناء الدخيلة: نقلة في السعة التخزينية

وتفقد الوزير مشروع إنشاء محطة “تحيا مصر 2” متعددة الأغراض على رصيف 100 بميناء الدخيلة، والتي تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للميناء بمقدار 1.5 مليون حاوية مكافئة و3 إلى 4 ملايين طن من البضائع العامة. المشروع يشمل أرصفة بطول 1680 مترًا وعمق 18 مترًا، مع ظهير لوجستي يتجاوز 1.2 مليون متر مربع، وتم إنجاز مراحل متقدمة من الأعمال التنفيذية، إلى جانب توقيع عقد تشغيل وإدارة المحطة مع تحالف عالمي يضم “هاتشيسون” و”MSC” و”كوسكو”.

مشروعات جديدة للصب الجاف والمناطق اللوجستية

شملت الجولة أيضًا مشروع محطة الصب الجاف، التي من المتوقع أن تضيف طاقة استيعابية تصل إلى 7 ملايين طن سنويًا للحبوب والغلال، بالإضافة إلى تفقد المنطقة اللوجستية الجديدة الممتدة على مساحة 273 فدانًا، والتي من المخطط أن تضم صناعات ذات قيمة مضافة ومستودعات وموانئ نهرية.

تطوير البنية البحرية: حواجز أمواج وميناء الإسكندرية الكبير

تابع الوزير تنفيذ مشروع حواجز الأمواج بميناء الإسكندرية الكبير، والتي يبلغ طولها الإجمالي 8.4 كم، وبلغت نسبة التنفيذ 54%. يأتي هذا في إطار خطة تطوير الموانئ المصرية، والتي تضمنت إضافة 3 موانئ جديدة ورفع إجمالي أطوال الأرصفة إلى 100 كم بأعماق تصل إلى 22 مترًا، لتعزيز قدرة استقبال الموانئ لما يصل إلى 40 مليون حاوية و400 مليون طن سنويًا.

جذب الاستثمارات العالمية وتعزيز التجارة الخارجية

وأشار الفريق كامل الوزير إلى أن هذه الجهود ساهمت في جذب أكبر 6 خطوط ملاحية عالمية، و7 من كبرى الشركات المشغلة للموانئ، إلى جانب اختيار مصر كمقر للمكتب الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية (IMO) في المنطقة. كما تم تشغيل خط “الرورو” بين مينائي دمياط وترييستي الإيطالي، ما يفتح آفاقًا تصديرية جديدة للمنتجات الزراعية المصرية في أوروبا.

خطة طموحة لتحديث الأسطول البحري

أوضح الوزير أن خطة تطوير الأسطول التجاري تستهدف رفع عدد السفن المصرية إلى 36 سفينة بحلول 2030، بطاقة نقل 25 مليون طن سنويًا، مقابل 20 سفينة فقط حاليًا، وذلك لتقوية قدرة مصر على نقل البضائع الاستراتيجية مثل الحبوب والبترول والركاب.

وتمثل مشروعات مينائي الإسكندرية والدخيلة نموذجًا للتحول اللوجستي الكبير الذي تشهده مصر حاليًا، في ظل جهود الدولة لرفع كفاءة البنية التحتية وتوسيع قاعدة الشراكات الدولية. التطورات الجارية تضع مصر على خريطة الموانئ العالمية وتمنحها ميزة تنافسية في التجارة الإقليمية والدولية، بما يعزز من موقعها كبوابة استراتيجية بين البحرين الأحمر والمتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *