حوادثمصر

مرض غامض يقتل 4 أطفال أشقاء بالمنيا.. ما القصة؟

واقعة غامضة شهدتها قرية دجا بمركز ديرمواس جنوب المنيا، إذ لقى 4 أشقاء مصرعهم بعد إصابتهم بتشنجات واضطراب وعي وارتفاع في درجات الحرارة، فيما أصيب اثنين آخرين، وتم إيداع جثث الأشقاء بمشرحة المستشفي، تحت تصرف جهات التحقيق، وأثارت تلك الواقعة حالة من القلق في المنيا.

وفاة 4 أطفال أشقاء في المنيا

وبدأت الواقعة بتلقي الأجهزة الأمنية بالمنيا، تلقت بلاغًا من مدير مستشفى دير مواس المركزي، بوصول 6 أطفال أشقاء بينهم 3 جثامين، وهم (محمد.ن.م – 11 سنة)، وشقيقته (ريم- 10 سنوات)، و (عمر- 7 سنوات)، و3 مصابين آخرين هم (أحمد- 5 سنوات)، لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه بالمستشفى، و(رحمة- 12سنة)، و(فرحة- 15 سنة)، إلى استقبال طوارئ المستشفى مصابون بتشنجات واضطراب وعي وارتفاع في درجات الحرارة.

وعلى الفور، انتقلت سيارات الإسعاف والأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ بالقرية، وتبين وفاة كلًا من ريم. ن 10 سنوات ، عمر. ن 7 سنوات، ومحمد. ن 11 سنه ، وأحمد 5 سنوات.

ودفعت هيئة الإسعاف بسيارات لنقل الجثامين والمصابين لمستشفى دير مواس التخصصي، وأودعت الجثامين بمشرحة المستشفي تحت تصرف النيابة العامة، والمصابين بقسم العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

لا توجد شبهة جنائية في الوفاة

ووفقًا للتحريات الأولية فلا توجد شبهة جنائية في الوفاة، إذ لا توجد أي إصابات ظاهرية على أجساد الأطفال، مما استبعد فرضية تعرضهم لحادث مباشر، وقامت جهات التحقيق بانتداب مفتش صحة المركز لتوقيع الكشف الطبي الظاهري على الجثامين.

وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثامين للوقوف على ظروف الوفاة بعد استبعاد حدوث الوفاة بهذا الشكل المتزامن لأسباب عدوى أو تسمم غذائي عارض.

ومن جانبه، كلف الدكتور نادي مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، فريق طبي لمتابعة الحالتين المصابتين والحصول على عينات لكشف أسباب الاصابة.

الصحة تنفي وفاة الأطفال بسبب الالتهاب السحائي

وتداولت أنباء بشأن وفاة الأشقاء الأربعة بسبب إصابتهم بالالتهاب السحائي، الأمر الذي نقته وزارة الصحة في بيان رسمي لها، إذ أكدت “الصحة”، أن الأطفال لم يلقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بالالتهاب السحائي أو عدوى بكتيرية أو فيروسية أو أي تسمم غذائي.

وأوضحت الوزارة أن ما يشاع عن وفاة الأشقاء في نفس التوقيت في بسبب الالتهاب السحائي عارٍ عن الصحة وغير موثق علميًا، كما يجب استبعاد احتمالية الوفاة بالتسمم الغذائي أو العدوى الفيروسية، لعدة أسباب وهي؛ “أنه لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية، و يجب استبعاد الأسباب غير المعدية (مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي) قبل تأكيد السبب، وفي حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيا (ضمن أيام)، وليست متطابقة”.

وتابعت: “أن استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لـ4 أشقاء غير منطقية طبيا”، لافتة إلى أن الالتهاب السحائي هو مرض ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات (بكتيريا، وفيروسات، وفطريات، أو طفيليات)، أو لأسباب غير ميكروبية مثل (الأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث) وأن مصر سيطرت على النوع البكتيري منذ عام 1989، حيث انخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة، وذلك بفضل جهود الترصد والتطعيمات الوقائية، مؤكدة عدم رصد أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين (A&C) بين طلاب المدارس منذ عام 2016، نتيجة استراتيجية التطعيمات الفعالة.

وأشارت إلى أن نظام الترصد الصحي المتكامل يعتمد على شقين أولهما الترصد الروتيني، والذي يتم من خلال متابعة البلاغات اليومية من جميع المنشآت الصحية، وتقديم الرعاية الفورية (تشخيص وعلاج) مع تسجيل النتائج إلكترونيًا، وتقديم الوقاية الكيميائية (مثل عقار الريفامبسين) للمخالطين لمدة 10 أيام، بينما يعتمد الشق الثاني وهو الترصد في المواقع المختارة، الذي يتم من خلال فحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR في المعامل المركزية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *