نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في سوريا، بما في ذلك مدينة تدمر الأثرية، مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والضحايا، في أحدث تطور على الساحة السورية.
وذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان، اليوم، أن الهجمات أسفرت عن استشهاد 36 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني.
واستهدفت الغارات، التي شُنت أمس الأربعاء ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، ضمّ أحدها اجتماعا “لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني”، وفق وسائل إعلام سورية.
درة الشرق تحترق
تعرّف “اليونيسكو” مدينة تدمر السورية التاريخية “درة الشرق”، بعد أن استعادت تصنيفها ضمن لائحة التراث العالمي، عقب انسحاب تنظيم “داعش” من المدينة والتدمير الكبير الذي مارسه فيها.
تدمر، مدينةٌ سورّيةٌ أثريّةٌ، لُقّبت سابقاً بعروس الصّحراء، وتُعرفُ اليوم على أنّها من أهمّ المُدن التاريخية والأثريّة ليس على مستوى الوطن العربيّ فحسب، إنّما على مستوى العالم أجمع، إذ تمتلك شُهرةً ومكانةً تاريخيّة وحضاريّة مرموقة.
واتَّصل اسمُ المدينة باسم الملكةِ زنوبيا، التي كانت تحكمها، إذ ازدهرت المدينة في عهدها ازدهارًا كبيرًا.
كانت مدينة تدمر محطةً تقف فيها القوافل التّجارية المتنقلّة بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، لوقوعها على طريق الحرير التجاري، كما كانت المدينة تُدعى بأثينا الجديدة، وسُمّيت أيضًا بواحةِ النّخيل، وهو ما يعنيه اسم Palmyra الذي سمّاه الرّومان إياها. أما عن اسم تدمُر، فهو عائد للاسم الذي أطلقته الشّعوب ما قبل الساميّة على المدينة، وما زال مُستخدمًا إلى اليوم.
مخاوف من حرب جديدة
ومع تزايد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، هل ستستمر إسرائيل في تصعيد هذه الهجمات في ظل الدعم الإيراني المتزايد لسوريا؟. تظل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأزمة، سواء عبر الوسائل العسكرية أو الدبلوماسية.
وحذر محللون، من أن التصعيد الإسرائيلي الحالي على الجبهة السورية قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب في المنطقة، لا سيما وأن إسرائيل تحاول استغلال الوضع الراهن لمحاولة توجيه ضربات إضافية لحلفاء سوريا في المنطقة، خاصة إيران وحزب الله.