يرسّخ افتتاحُ رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمصنع “ليوني مصر” الجديد بمدينة بدر موقعَ مصر المتقدم على خارطة تصنيع مكوّنات السيارات، في خطوة تعكس تحوّلًا واضحًا في توجه الدولة نحو توطين الصناعات ذات القيمة المضافة، وتعميق سلاسل التوريد المرتبطة بالقطاع.
جاء الافتتاح بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، إلى جانب قيادات كبرى الهيئات الاقتصادية والرقابية، وممثلي غرفة التجارة والصناعة الألمانية العربية، ومسؤولي الشركة العالمية، ما منح الفعالية بُعدًا يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصرية.
وخلال إزاحة الستار، شدّد رئيس الوزراء على أن صناعة السيارات باتت أولوية قصوى ضمن جهود الدولة لتوطين الصناعة، مؤكدًا أن مصر أصبحت مركزًا عالميًا في تصنيع الضفائر الكهربائية المستخدمة في السيارات التقليدية والكهربائية على حد سواء. وأشار إلى أن التوسع الملحوظ في المشروعات الصناعية وزيادة المكوّن المحلي يعكس الثقة المتنامية في كفاءة العمالة المصرية وقدرة الاقتصاد على جذب استثمارات نوعية.
وفي عرضه أمام الحضور، استعرض المهندس شريف الدسوقي، رئيس مجلس إدارة “ليوني مصر”، مكانة الشركة الأم في ألمانيا، والتي تمتد عملياتها إلى 30 دولة، موضحًا أن مصر أصبحت أحد أهم المراكز الإنتاجية داخل شبكة المجموعة الدولية، بطاقة إنتاج تصل إلى 45 ألف ضفيرة يوميًا، اعتمادًا على قوة عاملة تُقدر بنحو 6000 مهندس وفني وعامل.
وكشف الدسوقي أن “ليوني” تحتفل هذا العام بمرور 27 عامًا على تأسيس عملياتها في مصر، التي تضم اليوم 15 مصنعًا تعمل بكامل طاقتها، وتحقق صادرات بلغت 240 مليون يورو خلال 2024، لتحصد المركز الثاني بين شركات المناطق الحرة. كما أشار إلى توقيع عقد جديد لقطعة أرض بمساحة 92 ألف متر مربع تمهيدًا لإنشاء مجمع صناعي جديد يعزز مساهمة الشركة في سلاسل الإمداد العالمية.
وأشاد الدكتور أنيس كمون، الرئيس التنفيذي للعمليات بـ”ليوني ألمانيا”، بالتطور اللافت الذي شهدته الشركة في مصر، مؤكدًا أن نجاحها يقوم على الابتكار والتميز التشغيلي ورفع مهارات الكوادر المحلية، مشيرًا إلى أن المصنع الجديد يجسد هذا التوجه بوضوح.
وفي كلمته، أكد الفريق مهندس كامل الوزير أن افتتاح المصنع ووضع حجر الأساس لمجمع صناعي جديد على مساحة 21 فدانًا يعكس شراكة ناجحة بين الدولة والقطاع الخاص العالمي، ودعمًا حقيقيًا للخطة العاجلة للنهوض بالصناعة المصرية عبر توسيع القاعدة الإنتاجية وزيادة الصادرات وإحلال الواردات. وأضاف أن “ليوني” تمثل نموذجًا لمستثمر موثوق توسّع خلال 27 عامًا ليصل إجمالي مساحاته الصناعية إلى أكثر من 200 ألف متر مربع، مع 14 مصنعًا قائمًا وافتتاح المصنع الخامس عشر.
وخلال جولته داخل أقسام مصنع “بدر 4”، تابع رئيس الوزراء خطوط إنتاج ضفائر السيارات ولوحات القيادة الخاصة بطرازات “بي إم دبليو” و”ميني”، كما تفقد منطقة تصنيع ضفائر شحن البطاريات لسيارات “بي إم دبليو” الكهربائية من الجيل الخامس والسادس. وأجرى حوارًا مع عدد من العاملين الذين أعربوا عن فخرهم بالعمل في الشركة.
واطّلع رئيس الوزراء على خطط التوسع الجديدة الخاصة بإنشاء مصنعي بدر 5 وبدر 6، اللذين من المقرر دخولهما التشغيل على مرحلتين بدءًا من 2027، ليرتفع إجمالي العاملين بالشركة إلى نحو 7000 عامل. وأوضح الدسوقي أن المصنع الجديد يعتمد مستوى أعلى من الأتمتة والتفاعل بين الإنسان والآلة، مع استخدام أنظمة النقل الآلي AGV وتقنيات رقمية متقدمة تعزز الإنتاجية وتدعم الامتثال للمعايير البيئية والفنية.
وفي ختام الجولة، أشاد مسؤولو “ليوني” بجهود الدولة لتحسين بيئة الاستثمار، مشيرين إلى أن تطبيق نظام “الرول أون/ رول أوف” ساهم في تقليل تكاليف اللوجستيات وتعزيز موقع مصر في سلاسل الإمداد العالمية. فيما ثمّن رئيس الوزراء التطور الذي رآه داخل المصنع، مؤكدًا استعداد الحكومة لدعم توسعات الشركة خلال الفترة المقبلة، قبل أن يلتقط صورة تذكارية مع قياداتها وعدد من العاملين.
